د. عماد الشيخ داود – أستاذ السياسات العامة/ جامعة النهرين
توطئة
خلال المدة من الثلاثاء 11 / تموز / 2023 ولغاية الأربعاء 12 / تموز / 2023، انعقدت قمة زعماء حلف شمال الأطلسي «الناتو» في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وبمشاركة (31) زعيماً من الدول الأعضاء في الحلف ليكون أهم قراراتها الاستمرار، رغم الخلافات في تطبيق استراتيجية «الدفاع المتقدم»، التي تقضي بتقوية وجود الحلف في دول البلطيق وفي الجناح الشرقي الأوروبي، وفق ما تبنته قمة مدريد في العام الماضي 2022، فضلاً عن موافقة الرئيس التركي على السماح للسويد بالانضمام إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة بعد عرقلة ترشحها لأكثر من عام على أثر مفاوضات مع الجانب الأميركي سمحت بتذليل العقوبات على أنقرة لا سيما في قضية تزويدها بطائرات F16 المقاتلة، ووعود بفتح ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مجدداً وتعهد السويد لأنقرة بعدم دعم حزب العمال الكردستاني والقوى المعارضة الأخرى .
فهل كسب أردوغان الجولة لرد الاتهامات على أعضاء الحلف لتركيا بالعمل بعيداً عن سياسات الحلف، وقلبه للأزمة إلى فرصة تعود بالنفع على دولته التي تقع على مفترق الطرق لمساعي توسع الناتو باتجاه الشرق؟
ما قبل فيلنيوس
في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية خلال شباط / فبراير 2022 مرت أوروبا وتركيا بفترة من الفتور بسبب المواقف من تلك الحرب، وأبدت الكثير من دول أوروبا مخاوفها من روسيا لا سيما تلك الملاصقة جغرافيا لها (فنلندا والسويد)، لتفصح عن رغبتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الذي برزت نواياه التوسعية باتجاه الشرق من خلال الأزمة الأوكرانية الروسية التي تطورت إلى حرب ( أظهرت من وراء الكواليس أن أوكرانيا ما هي إلا رقعة شطرنج ما بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والناتو من جهة أخرى وأعادت إلى الاذهان أجواء الحرب الباردة). لتسفر تلك الرغبات عن اعتراض المجر وكذلك تركيا على انضمامهما للحلف إذ عبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عن مخاوفه بشأن انضمام السويد وفنلندا للحلف واتهم البلدين بنشر «محض أكاذيب» عن سلامة الديمقراطية وسيادة القانون في المجر، ضمن انتقادات أخرى.
أما الاعتراض التركي فكان بدعوى أن الدولتين ومن خلال سياستهما واستضافتهما لجماعات معارضة لا تعيران بالاً إلى قضية الأمن القومي التركي، ما دعا أنقرة إلى وضع بعض الشروط لانضمامها للحلف، جسدتها مذكرة تفاهم مع الدولتين المذكورتين وقعت خلال حزيران 2022 في مدريد على هامش اجتماعات قمة الناتو آنذاك تضمنت :
  1. «التعاون الكامل مع تركيا في مكافحة حزب العمال الكردستاني وفروعه»
  2. إظهار «التضامن مع تركيا في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره»
  3. الالتزام «بعدم دعم منظمات حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب، وحركة فتح الله غولن”.
  4. رفع «الحظر في مجال الصناعات الدفاعية، وتوسيع التعاون العسكري مع تركيا، وإنشاء آلية تعاون منظمة لتبادل المعلومات الاستخبارية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، واتخاذ تدابير ملموسة لتسليم المجرمين والإرهابيين»
  5. إبرام «اتفاقات تعاقدية ثنائية».
  6. تعهّد «ستوكهولم بمنع الدعاية الإرهابية ضد تركيا، وإنشاء آلية دائمة لضمان الامتثال للاتفاق».

لقراءة المزيد اضغط هنا