ترجمة: مرتضى ناصر
على الرغم من توقّف الصِدام المفاجئ وغير المحسوب بين قوّات حرس الحدود الأفغانية والإيرانية، إلا أنَّ الخشية من نزاع آخر لا زالت تلوح في الأُفق في مناطق أخرى من الحدود الإيرانية. وفيما بحث الدبلوماسي المتقاعد بوزارة الخارجية الإيرانية «سيد محمود صدري» العلاقات الثنائية بين البلدين وأسباب وصولها إلى ذلك المنعطف الخطير، وضع خطوطاً عريضة للتعاطي مع الملف، تجسدت بتسع نقاط أو حلول ناجعة للخروج من الأزمة.
فقد تناولت صحيفة «نامة نیوز» الإلكترونية (namehnews.com) ما كتبه صدري بهذا الشأن وجاء كالتالي:
ـ لماذا وصل الأمر إلى تبادل لأطلاق النار بين القوّات الحدودية؟
1- هناك أسباب مختلفة لنشوب الصِدام المسلح، وبصرف النظر عن أي سبب سيبقى السؤال المطروح هو: لماذا تتطور مباشرة بعض المشاكل الحدودية بين البلدين إلى نزاع مسلّح واشتباك على الفور؟، وهذا يدل على انعدام الجانب التعليمي الأفغاني وانعدام النظرة الإيجابية لحكم المنظومة الأمنية، فضلاً عن تفكيرهم المتشدّد وروحهم القتالية.
ومن الواضح وبالنظر للثقافة التي يحملها الفرد أو القيادي الأفغاني، فإنَّ إجراء أي تغيير إيجابي بالتعامل مع مثل هكذا ملفات يبدو أمراً مُستبعداً، ومن هنا في المقابل يبدو الابتعاد عن أي نزاع مسلح أمر مُسلّم وحتمي بالنسبة للجانب الإيراني، في حال وجد توتر أو خلاف حدودي، حيث يتوجب على الجهات المعنية وبمعية وزارة الخارجية لكلا الطرفين الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإجراء مباحثات مُعمقة للتوصل إلى صيغة توافقية مستقبلية، من أجل تصفير المشاكل الحدودية.
2- على الرغم من أنَّ النظام الإيراني ارتكب خطأ استراتيجياً بإتاحة الفرصة وبشكل مُتعمد لعودة حركة طالبان ومسكها لزمام الأمور، والتي بدورها وفّرت كل الأجواء الممهدة لخلق مناخ صِدامي مُسلح، من خلال ممارسة الضغوطات السياسية والنفسية وتوسيع رُقعة الخلاف مع إيران، إلا إنَّ إيران أدارت الأزمة بشكل إيجابي وبعيداً عن الحلول العسكرية.
وقد يسيطر الفكر الخاطئ لدى المجتمع الحاكم بأنَّ الطريق الأمثل لحل كل المشكلات مع أفغانستان هو طريق الحرب والقوة، فصحيح أنَّ حركة طالبان ليست ميّالة إلى الحلول الحضارية المثالية، أو القوانين والمعايير الدولية، إلا أنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار بأنَّ الطرف المقابل جهة حاكمة وواقع حال ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وفي هذه الحالة سيكون الحوار البنّاء هو المسيطر، ولا مكان للغة الحرب والتصعيد بهذه المعادلة.

لقراءة المزيد اضغط هنا