د. أثير ناظم الجاسور – كلية العلوم السياسية / الجامعة المستنصرية
الملخص:
بعد العام (1989) انتهى نظرياً أو وفق ما تم تناوله من قِبل الباحثين والدارسين في العلاقات الدولية والسياسة الدولية صراع الغرب والشرق لاعتبارات الانتصار الذي حققه المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على المعسكر الشرقي بتفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار ايديولوجيته الشيوعية، لتعلن بداية مرحلة جديدة صلبة في إطارها وتفاعلاتها، محصلتها أحادية قطبية متحكمة بالقرار السياسي العالمي، إلى جانب البقاء على الحلف المنتصر (حلف شمال الأطلسي) الذي بقي كحامي لأراضيه التقليدية، التي على أساسها تم تشكيله وليكون المتقدم  للأراضي الجديدة بعد أن تغيرت عقيدته من الدفاعية إلى الهجومية، من خلال توسع الحلف استطاعت الولايات المتحدة أن تتقدم إلى مناطق حيوية كانت تحت النفوذ السوفيتي بواقع ما تم تخطيطه ضمن استراتيجية الاحتواء ليشكل خطراً حقيقياً على خصوم الولايات المتحدة سواء رؤيا أو القوى الصاعدة الجديدة.
المقدمة:
تشكل حلف الناتو على أساس قضية الحماية والدفاع عن الكتلة الغربية من مخاطر الشرق وتوجهات السوفيت وحلفائهم التي هددت كيانهم، وصار الحلف يلعب على أساس تبدل الاستراتيجيات بين مرحلة وأخرى وفق تبدل التفكير الإستراتيجي للقيادات الحلف في تلك المرحلة والمراحل التي تبعتها لتبقى دفاعية غير قابلة للتغيير، بعد الحرب الباردة تغيرت استراتيجية حلف الناتو من الدفاعية إلى الهجومية بعد قراءة متأنية للواقع المتحول من ثنائي القطبية إلى الأحادية المتصلبة وكانت تجربة البلقان واحدة من هذه المهام التي أسست لاستراتيجية تبعتها بأكثر تركيز أفغانستان (2001)، من ثم أصبح للناتو استراتيجية عسكرية وأخرى سياسية إغرائية على اعتبار الناتو ضامن لدول أوروبا الشرقية من خلال فتح العضوية لتكون ضمن الحماية الأمريكية بالدرجة الأولى إلى جانب الدعم السياسي والاقتصادي لها، بهذه الطريقة بدأت عمليات توسيع الناتو شرقاً من خلال السماح للدول الأوروبية الشرقية للانضمام للحلف وبداية فكرة وعصر جديد لاستراتيجية الاحتواء الاستباقية التي استفزت بالدرجة الأساس القيادات الروسية التي عدّته خطراً كبيراً على أمنهم الوطني، بالإضافة إلى القوى التي تخشى من الهيمنة والسيطرة الأمريكية على مناطق حيوية تعدّها ضمن نطاق أمنها ونفوذها.

لقراءة المزيد اضغط هنا