د. عماد رزيك عمر- كلية القانون والعلوم السياسية في جامعة الأنبار
شهد العراق -مع مطلع عام 2023- انطلاق بطولة كأس الخليج العربي (25) في البصرة، وتبرز أهمية الحدث نظراً إلى الانقطاع الطويل عن إقامة هكذا بطولات؛ نتيجة الحظر الدولي المفروض منذ عام 1990، وتؤدِّي مثل هذه المحافل الرياضية دوراً مهماً في السياسة الدولية، إذ بدأت الدول باستخدامها كجزء من التحول المتزايد نحو استخدام (القوة الناعمة) على حساب (القوة الصلبة)، والقوة الناعمة وَفْق مفهوم (جوزيف ناي) الذي يشير إلى أنَّها قوة مزيج من الجاذبية والإغراء، وأن تكون جذاباً للآخرين بوسائل لا تقوم على الإكراه، بل تعتمد على الرياضة والثقافة والفنون والتاريخ والآثار، وتبرز أهمية هذه الوسائل بأنها آمنة نسبياً، وطريقة مضمونة لتحسين صورة البلد، وكذلك العمل على استعادة المصداقية والمكانة والقدرة على التنافس الاقتصادي وجذب الاستثمارات، والعراق نتيجة المنعطفات التي مرت من حروب وحصار واحتلال و أحداث طائفية وصدمة الإرهاب بداعش، كل هذه الأحداث بمجملها عملت على ترسيخ صورة التشظي وعدم الاستقرار، وأصبح مصطلح (العرقنة) يطلق على الظواهر الشبيهة بحالة العراق كجزء من الصورة النمطية التي علقت في الرأي العام، سواءً الرسمي أم الشعبي، لذا تُعدُّ القوة الناعمة في الوقت الحالي مورداً رئيساً للعراق يمكن التعويل عليه، والعمل على صياغة إستراتيجية متكاملة تعتمدها وزارة الخارجية بالاعتماد على الدبلوماسية العامة، بعد أن عملت وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم والحكومة المحلية في البصرة بجد وقوة بالاتجاه نحو هذه الأداة عن طريق استضافة هذه البطولة، والعمل على طمأنة الأطراف في الاتحاد الخليجي بأنَّ البلد قادر على إنجاح هذه الدورة، وجاءت الأصداء كبيرة وإيجابية حول افتتاحية كأس الخليج العربي (25)، وعلى جميع المستويات سواءً من ناحية عدد الجمهور الذي تجاوز (65) ألف متفرج أم من فخامة العرض حين تخلَّل صوراً من تاريخ العراق، وبعض الأساطير المعروفة.

لقراءة المزيد اضغط هنا