سبق تأسيس الجيش العراقي التأسيس الرسمي للعراق، إذ شكل فوج الإمام موسى الكاظم -نواة الجيش العراقي- مطلع العام 1921 إبان تشكيل حكومة عبد الرحمن النقيب المؤقتة، وقبل تنصيب الملك فيصل الأول ملكا للعراق بأشهر.
ولكن الجيش الذي أريد له أن يكون ذراع الدولة ووسيلتها في بسط نفوذها، حاميها الذي يستجيب لأوامرها وينصاع لقراراتها، تقلب في دورات وأحداث غيرت مساره واهداف تأسيسه مرارا، ليتدخل في السياسة ويؤثر بها أول أمره مع انقلاب بكر صدقي في 1936، وصانع للسياسة مع حركة العقداء الأربعة في 1941، ثم مالك للسياسة بعد انقلاب عبد الكريم قاسم ورفاقه في 1958.
ولم يتحول ملك الجيش للسياسة إلى نظام مؤسسي كما حدث في مصر، فلم يلبث الجيش طويلا حتى أكله الحزب، حزب البعث، ثم أكل صدام حسين؛ الحزبي القادم من خارج المؤسسة العسكرية الحزب، وابتلع الجيش والدولة كلها معها، وتحول غرور الضباط وطموحهم السياسي إلى خوف دائم، وصولا إلى انهيار الجيش التام عام 2003، الذي كان بديهيا بعد كل الخراب الذي بدأه، وانقلب عليه وحطمه لاحقا.
أما إعادة التأسيس بعد العام 2003 فلم تكن بظروف أفضل، ولا يمكن حصرها في هذه الورقة، لكن بالمجمل شابتها الكثير من الاخطاء التي قادت إلى كارثة حزيران 2014 واحتلال تنظيم داعش لمساحة كبيرة من الأراضي العراقية.

لقراءة المزيد اضغط هنا