ملخص تنفيذي:
حين تحولتِ المجتمعات من حالة الصراع إلى السلم، سواءً بين طرفين متساويين، أم بين طرف تعرض للقمع من قبل جهة مسلحة، تثار قضية معالجة التأثيرات الناجمة عن الصراعات على الصعيد المجتمعي فيما يمكن تسميتها بـ»ترميم الذاكرة الجماعية». إلا أنَّ ذلك مرتبطاً بجملة من القضايا ليس أقلّها ثقل التركة، ومصالح اللاعبين السياسيين، فضلاً عن تحديات العدالة والمصالحة المجتمعية، ومحدودية التجارب، أو تعثرها في هذا الأمر.
يؤدِّي إهمال الذاكرة والدخول بمسارات التواطؤ على «الصمت، والنسيان، والإهمال» إلى تناقض خطير يهدِّد السلم الأهلي، وينذر بإمكانية عودة شبح الصراع وذاكرته المريرة، بما يزيد من ألم الضحايا من جهة، ويقضي على إمكانيات الاستقرار على مستوى الدولة.
وتهدف بناء ذاكرة تاريخية مشتركة تطوير وعي مجتمعي يقوم على اعتراف الجناة بمسؤوليتهم عن الجرائم التي ارتكبت في الماضي، وإبداء الندم والاعتذار للضحايا، لمنع إمكانية ارتكاب الجرائم في المستقبل.
إنَّ ما حدث في الاحتجاجات التي عمَّت أغلب المحافظات العراقية في تشرين الأول/أكتوبر 2019 من مآسي على المحتجين والناشطين الذين كانوا ضحايا قتل وتشريد واغتصاب وإصابة وتشهير، تنذر بتراكم الآلام لا سيَّما مع فشل النخبة السياسية في ملاحقة المجرمين ومرتكبي أحداث العنف في حينها.
سعتِ الدراسة الحالية إلى فهم معمَّقٍ لأسباب اندلاع المظاهرات من جهة، وسياق أحداثها من وجهة نظر الضحايا. فهي دراسة اعتمدت المقابلات الميدانية مع من تعرَّض إلى إحداث عنف أثناء الاحتجاجات وبلغ عددهم (20) من المحتجين رجالاً ونساءً ومن خلفيات جغرافية واجتماعية وجندرية متنوعة.
وتهدف الدراسة إلى إلفات النظر إلى أهمية الذاكرة والاهتمام بالألم بوصفه مؤشراً على وجود مشكلة بنيوية تواجه المجتمع بعد الخروج من صدمة تشرين وما رافقها.

لقراءة المزيد اضغط هنا