تاريخ العلاقة
أُسِّست العلاقات السوفيتية العراقية في 9 سبتمبر/أيلول 1944، وقُطِعَت في عام 1955، وأُعِيدَ بناؤها في يوليو/تموز 1958. كان التعاون بين البلدين -مع بعض التقلُّبات- إيجابياً عموماً، وعُدَّتْ بغداد كأحد أهم الشركاء السوفييت في العالم العربي. كان توقيع معاهدة الصداقة والتعاون بين الاتحاد السوفيتي والعراق في أبريل/نيسان 1972 أساساً قانونياً قوياً للعلاقات بين البلدين.
أثَّر احتلال العراق للكويت في أغسطس/آب 1990، والدعم السوفيتي لقرارات مجلس الأمن الدولي ضد العراق، وانهيار الاتحاد السوفيتي، والعقوبات الدولية على العراق سلباً على العلاقات الثنائية القوية. لكن الغزو الأمريكي للعراق والإطاحة بالنظام البعثي عام 2003 كان بمنزلة نهاية للوحدة الروسية العراقية.
مع المعارضة الروسية للغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إلا أنَّ موسكو تكيَّفت مع موقفها السابق وتعاونت مع الحكومة العراقية الجديدة. افتُتِحتِ القنصلية العامة الروسية في أربيل (كردستان العراق) في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، والقنصلية العامة الروسية في مدينة البصرة جنوب العراق في أغسطس/آب 2011.
رأينا أنَّ روسيا تنهض -من عام 2003 إلى عام 2011- بدور ضئيل في عراق ما بعد صدَّام. جعلت صفقة الأسلحة البالغة (4) مليارات دولار مع الحكومة العراقية في عام 2012 العراق ثاني أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية. تتأثَّر العلاقات الروسية العراقية بمتغيرات مهمة تتعلَّق بالمنافسة الجيوسياسية والاقتصادية.
كانت اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في أغسطس/آب 1993، واتفاقية التعاون بشأن إنشاء منشآت في صناعة النفط والغاز في أبريل/نيسان 1995، واتفاقية تسوية الديون على القروض السابقة في فبراير 2008؛ جزءاً من الاتفاقات الثنائية المشتركة في العلاقات الدبلوماسية.
النهج والأهداف السياسية والجيوسياسية
كانت روسيا، التي طالما حلمت بالعودة إلى موقع القوة العظمى، تمارس دورها بوصفها قوة موازنة للولايات المتحدة، مستغلة أوجه القصور في السياسات الغربية في الشرق الأوسط. لطالما حُدِّدَ جزء من سياسة روسيا تجاه العراق عن طريق كيفية ارتباطها بالغرب وعودتها كلاعب جيوسياسي مهم.
وتسعى روسيا أيضاً إلى الحصول على منصب يتناسب مع قدراتها في الشرق الأوسط، بالنظر إلى قوتها التاريخية والإقليمية والعسكرية وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي. وهي تتبع هذا النهج عن طريق الإصرار على الحفاظ على الخطوط الحمراء، وتحقيق التوازن بين جميع الجهات الفاعلة، وتأكيد القواسم المشتركة بدلاً من الاختلافات.
أشار بوتين -في عام 2018- إلى أنَّه كان سيعكس مسار انهيار الاتحاد السوفيتي لو أُتِيحت له فرصة لتغيير التاريخ الروسي الحديث. وفي هذا الصدد، يريد مَن يحنُّون للعهد السوفيتي استعادةَ النفوذ الروسي بالكامل في العراق. فهُم يدعمون تحالفاً براغماتياً مع إيران كموازنة ضد الولايات المتحدة، ومعارضة تقسيم العراق إلى دول صغرى. تسعى روسيا -الآن- إلى استعادة ميزان القوى في مواجهة توسُّع الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المنطقة.

لقراءة المزيد اضغط هنا