خضير عباس الدهلكي/  باحث في شؤون اليمين المتطرِّف / طالب في برنامج دكتوراه السياسات العامة / جامعة النهرين.
عشية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الفرنسية؛ أُعِيدَ انتخاب (إيمانويل ماكرون) رئيساً لفرنسا لولاية ثانية لخمس سنوات، بعدما تغلَّب على منافسته (مارين لوبان) التي حقَّقت أعلى نتيجة لمرشَّحٍ يمينيٍّ متطرِّفٍ في انتخابات رئاسية منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958. تُشيرُ التقديرات إلى فوز ماكرون بنسبة (58.5%)، مقابل (5.41%)، وبلغت نسبة الممتنعين عن التصويت (28%). ألقى كلّاً من الرئيس المنتخب، ومرشَّحة حزب التجمُّع الوطني الفرنسي الذي يمثِّل اليمين المتطرف -بعد إعلان النتائج- خطاباً أمام أنصارهما، وفيما يلي استعراض مركَّز لأهمِّ ما ورد في الخطابينِ، مع التحليل:
1. تضمَّن خطاب الرئيس الفائز (إيمانويل ماكرون) المحاور الآتية:
 عبَّر عن شكره لـكلِّ المواطنين والمواطنات الذين عبَّروا عن ثقتهم به، وأنَّه مدين لهم، قائلاً: «إنَّه لم يعد مرشحاً لتيار سياسي؛ بل هو الآن رئيس لجميع الفرنسيين».
 إنَّ مَن صوَّت له قدِ اختار مشروعاً إنسانياً طموحاً لفرنسا أكثر استقلالية، ولأوروبا أكثر قوة، وجمهورياً في القيم التي يحملها، ومشروعاً اجتماعياً وبيئياً قوامه العمل والإبداع والابتكار، وتحرير للقوى الجامعية والأكاديمية والثقافية للمبادرة بالأعمال.
 أمَّا فيما يخص الحرب في أوكرانيا فأشار إلى أنَّه سيعمل من أجل أن تسمع فرنسا صوتها، وتوضح خيارتها، وأن تقوم ببناء القوة التي تحتاجها في المجالات كافة.
 خاطب الفئات التي صوتت في الانتخابات:
أولا- إنَّه يتفهَّم أنَّ هناك من صوَّت له ليس مؤمناً بأفكاره وبرامجه بل لقطع الطريق على اليمين المتطرِّف، وأنَّ واجبه فرض عليه  تفهُّم موقفهم، والإجابة على أسئلتهم في الخمس سنوات المقبلة.
ثانياً- يتفهَّم دوافع الممتنعين عن التصويت، وأنَّه سيعمل على الإجابة على أسئلتهم، ووحل مشاكلهم.
ثالثاً- خاطب المصوتين الذين صوَّتوا لـ(مارين لوبان) بأنَّه يتفهَّم غضبهم، وسيأخذ بنظر الاعتبار الصعوبات والمشاكل التي يمرون بها.
التحليل: يؤكِّد الخطاب على أهمِّ النقطِ الذي سترتكز عليه سياسة فرنسا للسنوات القادمة من ولاية ماكرون الجديدة:
تعزيز بناء قوة فرنسا واستقلالها، وقوة أوربا، وهنا إشارة إلى أهمية أن تعتمد أوربا على نفسها، وضرورة تعزيز القدرات العسكرية الأوربية والموارد الاقتصادية.
التأكيد على البعد الاجتماعي والبيئي في معالجة التحديات والمشاكل الاجتماعية التي تعصف في فرنسا، وكانت هذه المشاكل أهم البرامج التي طرحتها مرشَّحة اليمين المتطرِّف (مارين لوبان)، وبتقديرنا سيولي الرئيس ماكرون في الخمس سنوات المقبلة الشأن الداخلي اهتماماً كبيراً.
توجيه خطابه لمن امتنع عن التصويت، أو صوَّت لمنافسته هو خطوة استباقية للانتخابات التشريعية التي ستجري في (12) حزيران المقبل بهدف الحفاظ على الأغلبية التي تتمتع بها حركته «الجمهورية إلى الأمام» في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) ومجلس الشيوخ.

لقراءة المزيد اضغط هنا