عقد مركز البيان للدراسات والتخطيط، في بغداد، وبالشراكة مع المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاثام هاوس)، مؤتمراً دولياً في جلستين مغلقة وأخرى عامة، تحدث فيها البرلمانيون الشباب عن الأحزاب الناشئة في مجلس النواب، ونشطاء وباحثون في مجالات مختلفة، حيث ناقشوا جميعاً الفرص والتحديات والأدوار التي ينبغي على الشباب أن يلعبوها للمشاركة في صنع القرار في عراق ما بعد الانتخابات.
ناقشت الجلسة الأولى المغلقة المشاركة السياسية مع اعضاء مجلس النواب الشباب عن كل من الأحزاب السياسية الناشئة؛ الكتلة الشعبية، حزب إشراقة كانون، حركة إمتداد، حزب الجيل الجديد. حيث ناقش المجتمعون الفرص والتحديات وشكل المشاركة التي ينبغي أن تكون في مرحلة ما بعد الانتخابات وما هي الخطوات المستقبلية للحركات الشبابية على المستوى النيابي وخارجه في ساحات الاحتجاج.
فيما ناقشت الجلسة المجتمع المدني العراقي وتحديداً قضايا البيئة والمناخ وريادة الأعمال والنساء العراقيات مع ثلاثة متحدثين ناقشوا تلك القضايا والتحديات والآليات للنهوض بواقع البلاد على مستوى إجتماعي واقتصادي.
بينما عقدت الجلسة الثالثة لمناقشة خبراء ومحللين في السياسة والاقتصاد والمجتمع.
تحدث د. علي طاهر الحمود، المدير التنفيذي لمركز البيان، عن السياسية الراهنة، قائلاً: أن “الشباب العراقي يتبنى نهجاً مغايراً في اشكال الممارسة السياسية، فهو لا يمارس العمل السياسي حزبياً، ولكنه يتجه لتأسيس او الانخراط في منظمات ونوادي سياسية فاعلة تنظيمياً، ولكنها ليست في أطر حزبية تقليدية، وذلك بسبب نفور المجتمع لاسباب متعددة من التنظيم الحزبي”.
بينما قال أحمد الطبقجلي، الخبير وأستاذ الاقتصاد في الجامعة الامريكية في السليمانية، أن ” العراق يملك ثروات عديدة لكن لا يوجد توظيف صحيح لها؛ بسبب سودء الادارة فضلا عن وجود خلل جوهري غير ملموس يأكل بالاقتصاد العراقي والدولة، يبرز في اول انخفاض لاسعار النفط او حدوث مشكلة ما”، لافتاً إلى أن “جميع الحلول المطروحة في الوقت الحالي هي ترقيعية والدولة امام ظروف حرجة تضطرها لاتخاذ قرارات حساسة”.
كما تحدثت د. إلهام مكي الباحثة في قضايا النسوية والنساء العراقيات، قائلة أن “مشكلة الحراك النسوي في العراق أنه تأثره بالسياقات الهيكلية للنظام، خاصة الوضع الاقتصادي والفساد وسيطرة الأحزاب التقليدية على السلطة والموارد”، مضيفة أنه “بعد احتجاجات تشرين أصبح الحراك النسوي أكثر إتساعاً، كما تم كسر الاحتكار الذي كانت تمارسه بعض منظمات المجتمع المدني، ولكن مازال الحراك النسوي العراقي بحاجة إلى تطوير نظري ومعرفي”.