هديل حربي ذاري
أطلقتِ الصين  «مبادرة الحزام والطريق»، مع ارتفاع وتيرة النمو الاقتصادي الذي تشهده، وتنامي اعتمادها على الأسواق الخارجية والمواد الخام والوقود والموارد الأخرى من وراء البحار؛ لاستكمال إنجازاتها الاقتصادية الكبيرة، التي شكَّلت مدخلاً استراتيجياً لها؛ وذلك من أجل دمج اقتصادها بالاقتصاد العالمي، إذِ اعتمدت الصين على المبادرة لربط قارات العالم بشبكة من طرق النقل، بهدف تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين ودول العالم، وتشمل المبادرة كل من آسيا وأوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية،  بالاعتماد  على استثمار فكرة «طريق الحرير القديم» . لذا سنتطرَّق في هذه الورقة إلى ماهيَّة مبادرة الحزام والطريق الصينية، وما مدى الفرص والتحديات التي ممكن أن يجنيها العراق من ورائها؟
أولاً: ماهيَّة مبادرة الحزام والطريق
تُعدُّ مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين» مشروعاً اقتصادياً واستراتيجياً عالمياً ضخماً يشمل عديداً من دول العالم بجزأيه البحري (الحزام)، والبري (الطريق)، وتقوم المبادرة على تحديث فكرة «طريق الحرير القديم»، الذي كان ممتداً من الصين إلى أوروبا مروراً بآسيا والشرق الأوسط ضمن سلسلة طرق تصل إلى 12 ألف كيلو متر، عن طريق تغيير خريطة العالم بشق طريقين؛ أحدهما بري ويمتد من الصين إلى آسيا الوسطى حتى البحر المتوسط وأوروبا، والآخر خطوط بحرية تمر بمجمعات تجارية وصناعية ومناطق حرة.
وطريق الحرير الجديد هو مشروع أطلقته عام 2013 بوصفه شبكة من الموانئ والطرق وسكك الحديد التي ستربط أكثر من 70 بلداً حول العالم، ويُشار إلى المبادرة بوصفه مشروعاً جديداً يقوم على إحياء طريق الحرير القديم، وتوسيعه، ووضع رؤية للتشارك في الاستراتيجيات التنموية، والبنى التحتية بين الدول الواقعة على طول خطه البري والبحري، لتوثيق الروابط بين تلك الدول الآسيوية والأوربية والإفريقية، بما يحقِّق المنفعة للجميع، لتثبت بذلك الصين أنَّها شريك عالمي في التنمية والنهضة المشتركة، وفاعل أساس في دفع عملية التنمية الصناعية، ورفع الطاقات الإنتاجية، فضلاً عن التواصل الثقافي والحضاري، وتبادل الخبرات بين الشعوب، التي يكرِّسها المشروع، وتراهن الصين وشركاؤها على أنَّ خطة التنمية العالمية ستكون غير مسبوقة، وبرنامجاً فعلياً لتحقيق السلام العالمي.

لقراءة المزيد اضغط هنا