يتزايد باضطراد رهان بعض العرب على صعود الصين لجهة ما يخلقه هذا الصعود من ديناميات تؤدي بدورها إلى تحوُّل القوة من الغرب إلى الشرق، وهو رهان مبني أساساً على نظرية التهديد الصيني بصفتها قوة صاعدة للغرب الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة بصفتها قوة مهيمنة، إذ يبيِّنُ هذا المقال أنَّ هذا الرهان ليس أكثر من منازعة كلامية فيما لا طائل تحته إذا ما نظرنا إلى تأثير هذا الصعود على الديناميكيات الأساسية للاقتصاد العالمي الرأسمالي التي تخضع الوجود لرأسمالية السوق الجامحة فيصبح المجتمع في خدمة الاقتصاد وتابعًا له (كارل بولانيي، التحول الكبير، 2009)، يأتي هذا الرهان في سياق مماحكات مملة مع الولايات المتحدة تهدد صوريًّا بالتوجُّه نحو الصين وقلبها معلَّق فعليًا في الولايات المتحدة.
ما نحتاجه هو تفسير مغاير للصعود الصينيّ من دونِ ربطه بمتغير الصراع مع الولايات المتحدة فقط وبالطبع من دون الاستهانة بهذا الصراع، ومن ثَــمَّ بعيدًا عن مقولة «تحول القوة» وانتقالها من المركز الغربي للنظام الدولي إلى المركز الشرقي، ففي كلتي الحالتين أي: مع صعود الصين وتحولها من قوة كامنة إلى قوة مهيمنة أو مع بقاء الولايات المتحدة بوصفها قوة مهيمنة على الوضع الدولي، نحن نتحدَّث عن المشكلة نفسها في الحالتين، وعنينا بذلك التكرار نفسه لمفهوم النظام الدولي بعدِّه قوة مطلقة محولة إلى نظام سياسي دولي ههنا الصين على غرار الولايات المتحدة ليست إلا تعبيرًا عن هذا المفهوم للقوة المطلقة محولة هذا المفهوم إلى تعبيرات سياسية واقتصادية وغذائية مجددة فيه لا مبدلة، فنحن ننتقل من نظام دولي تتزعمه الولايات المتحدة إلى نظام دولي تتزعمهم الصين وباقي الدول تتمثل تعبيراته السياسية والاقتصادية.

لقراءة المزيد اضغط هنا