مر العراق بأفضل مراحله في تأريخه المعاصر من حيث الاستقرار السياسي والثبات الاقتصادي ومضاعفة اقتداره الوطني، وذلك كان من عام 1975 إلى عام 1980، وهذه المرحلة تبلورت في العملية البراغماتية للبناء السياسي العراقي، والتعامل مع إيران في حل النزاعات ولاسيما بعد قبوله اتفاقية 1975 الخاصة بشط العرب، استطاعت الدولة العراقية أن تحل النزاع مع إيران من جهة، وأن تفكك العلاقة بين إيران والكرد بشمال العراق من جهة أخرى؛ وبالتالي استرجعت الحكومة المركزية قسما كبيرا من القدرة العسكرية والاقتصادية التي كانت قد استنزفت في صراعات شماله، فضلاً عن تركيزها العالي على التنمية الوطنية.
ولكن ماذا حصل لتتبدل تلك السنوات الخمس الذهبية الى أربع عقود عجاف؟ وكيف لم تستطع الحكومة العراقية ان تعيد إنتاج تلك البراغماتية التي اتبعتها في منتصف السبعينيات في أزمتي إيران والكويت، وبات تعاطيها مع العالم لاسيما جارتها الشرقية أضعف مما كان عليه، بل وعملياً لم تستطع حتى الحفاظ على وجودها الميداني على الأراضي العراقية فسقطت على يد القوات الاميركية بأقل تكلفة ممكنة.

لقراءة المزيد اضغط هنا