على أعتاب الاحتفال بمرور مئة عام على إنشاء دولة لبنان الكبير، بات لبنان مجتمعاً يعيش انهياراً اقتصادياً شاملاً، حيث يسوده الفقر، والبطالة، والفساد، والزبائنية، والاستزلام. ونظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية، خرج اللبنانيون يوم السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 في حركة احتجاجية عامّة تنبئ عن حجم الانهيار.فكانت ثورة تولّدت عن إرهاصات لبنان 1920 الذي حمل في طياته بذور انهياره عبر عقود من الزمن شهدت ثورات عديدة غير تغييرية. تلك الثورات كانت محكومة بقوالب العصبية الطائفيّة. وتعبّر عن انقسام عمودي حيناً، وأفقي أحياناً، لكنّها في كلا الحالتين لم تخرج عن بنية 1920. كان اللبنانيون خلالها يتصادمون فيما بينهم، مرّة على شكل ثورة، ومرّة بطريقة الحرب. ومرّات كثيرة يتصارعون من دون تقاتل. لكن في جميع تلك الحالات كان الولاء لزعيم الطائفة هو الذي يدير دفّة العلاقة، ويحدّد مسارها، فينقلها من الطابع السلمي إلى حدّ المواجهة والاقتتال. يقتل اللبنانيون بعضهم بعضاً، ويدير الزعماء الحرب. يتصالح الزعماء ويعودون إلى تقاسم البلاد حصصاً بينهم باسم الطوائف.
 قبل العام 2019 كانت الانقسامات المرتبطة بالنسيج الاجتماعي التاريخي (الطائفي) هي التي تحكم مسار تطوّر النظام السياسي بمراحله السلمية والعنفية. وبالتالي كانت طبيعة التطوّر تنطلق من البعد العصبي الطائفي. وعليه تأسّست وتمأسست بنية النظام التي نجم عنها انقسامات على قيام الدولة، ومن ثمّ انقسامات بعد قيام الدولة.

لقراءة المزيد اضغط هنا