إن أي معالجة موضوعية للاستراتيجية الاميركية الراهنة تجاه العراق لا بد أن تتطرق إلى التحولات الفكرية والتغيرات السياسية الإقليمية والدولية التي رافقت تبلور رؤى جديدة للسياسة الخارجية والاستراتيجية الأميركية على حدٍ سواء؛ وعليه فإن التعرض للاستراتيجية الأميركية تجاه العراق هو تشخيص سياسي للمشروع الاستراتيجي الأميركي الأشمل في الشرق الأوسط.
أرسلت الأسابيع الأولى من إدارة بايدن (Biden-Harris) تلك الإشارة إلى أن الشرق الأوسط لم يعد أولوية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة؛ إذ أشار الرئيس بايدن إلى أنه يريد تقليص مشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وإعادة التركيز على أولويات الأمن القومي مثل روسيا والصين بالانتقال من أدوات الاشتباك العسكرية إلى الأدوات المدنية، فخلال حملته الانتخابية أطلق وعداً بـ(إنهاء الحروب فى أفغانستان والشرق الأوسط، التي كلفتنا دماءً وأموالاً لا تقدر بثمن)، وأضاف (أن هذه الحروب تستنزف فقط قدرتنا على القيادة فى قضايا أخرى تتطلب اهتمامنا وتمنعنا من إعادة بناء أدوات القوة الأمريكية الأخرى)، لكن يبقى السؤال المهم بشأن كيفية نشر الدبلوماسية بنحو فعال في منطقة تعج بالصراع العنيف. ويرى أنتوني بلينكين الذي اختاره بايدن وزيراً للخارجية “أن روسيا والصين تندرجان ضمن أولويات السياسة الخارجية؛ ولذلك لديهما فرصة لتبنّي نظرة استراتيجية طويلة تجاه العراق، ومع استمرار السياسة الخارجية الأمريكية في التحوّل نحو المنافسة بين القوى العظمى، فلن يؤدي دعم الأمن والديمقراطية في العراق إلى كبح المطامع الإيرانية فحسب بل طموحات روسيا والصين أيضاً.

لقراءة المزيد اضغط هنا