لِمَ تستمر معاناة الولايات المتحدة لتحديد ما يجب فعله بشأن نظام الأسد؟
بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي -آنذاك- دونالد ترامب في تشرين الأول 2019 أنه في طور سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، كنت أنتظر حينها قطار الصباح الباكر المتجه إلى مدينة نيويورك. وبينما كنتُ أتجول عند بوابة محطة القطار، تظاهرتُ بتصفح التغريدات على «تويتر»، كنت أصغي إلى محادثة بين ضابطي شرطة منتسبين في شركة «أمتراك»، لم يستعرضا في حديثهما الجرائم التي تحصل في محطة قطار الاتحاد، أو أحاديث النميمة الأخيرة التي تدور في قسمهم، بل كانا يناقشان السياسة الخارجية للولايات المتحدة. لقد أيّدا خطوة الرئيس في سوريا، واتفقا على أن الصراع المندلع على بُعد آلاف الأميال لا يعنيهما، ولا يعني الولايات المتحدة، مُكررَين عبارة «أعيدوا قواتنا إلى الوطن؛ وأخمدوا الحرب التي لا تنتهي».
رسّخت تلك اللحظة أمراً كان يشغل ذهني ويدفعني إلى التمتمة به في معظم الأوقات خلال السنوات السبع الماضية، وهو: فشل مجتمع السياسة الخارجية الذريع في تحديد ما كان يجري في سوريا بطريقة صائبة، وإدراك تأثير هذا الأمر على المصالح الامريكية (أو عدم تأثيره)، وتقديم طريقة لحلحلة الأزمة. على الرغم من فترة رئاسته الشنيعة، طرح ترامب سؤالاً وجيهاً عن سوريا، سؤالاً وثيق الصلة بالشرق الأوسط بشكل عام: «ما الغاية مما نفعله؟»، يبدو أنه لم يحصل على جوابٍ شافٍ بما فيه الكفاية؛ لذلك أعلن عن سحب القوات الأمريكية من سوريا (وانتهى الأمر بإعادة نشر هذه القوات).

لقراءة المزيد اضغط هنا