1. المقدمة
يركز هذا التقرير على قطاع النفط في العراق الاتحادي باستثناء إقليم كردستان، ويمكن قراءته بالتزامن مع دراستي السابقة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة (OIES) التي كانت حول صناعة النفط في إقليم كردستان العراق.
هنالك العديد من الأسباب التي عمدت على تغيير الوضع السياسي داخل العراق جذرياً وتتمحور تلك الأسباب حول هزيمة داعش الإرهابي في معظم المناطق التي احتضنتهم في شمال غرب العراق وشرق سوريا، وكذلك الاستفتاء على استقلال الكرد في إقليم كردستان الذي حصل في الخامس والعشرين من شهر أيلول العام الماضي، فضلاً عن التأكيد الواضح والصريح على سيطرة الحكومة الاتحادية على مساحات واسعة من شمال العراق؛ وكانت لهذه الأسباب آثار كبيرة على صناعة النفط في تلك المناطق، بل أيضاً على الصعيد الوطني.
لقد ارتفع إنتاج النفط بنحوٍ ملحوظ، منذ منح عقود الخدمات الفنية (TSCs) للحقول الرئيسية في العراق ابتداءً من عام 2009 إلى اليوم. ومع ذلك، ما يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به من أجل زيادة إنتاج النفط أكثر من ذلك، واستخلاص الغاز المصاحب واستخدامه، فضلاً عن تطوير البنية التحتية اللازمة، وتلبية الطلب على الطاقة الوطنية، وتطوير الصناعات المرتبطة، وإعادة هيكلة القطاع.
وفي الوقت نفسه، كانت هنالك تحولات كبيرة في قطاع الطاقة العالمي والسياسات الإقليمية، بما في ذلك ارتفاع وهبوط حاد في أسعار النفط والغاز، والتطور في مجال الطاقة المتجددة، وإصلاح قطاعات الطاقة في الشرق الأوسط، والاضطرابات السياسية والصراع العسكري في العراق والدول المجاورة. وقد تكيّف العديد من المنافسين الإقليميين -البلدان والشركات- مع هذه التغييرات.
ومع ذلك يتعيّن تحديث استراتيجية الطاقة في العراق للتصدي لهذه التغيُّرات؛ إذ إن النهج التكتيكي الذي أحرز بعض التقدم في تعزيز إنتاج النفط، يجب أن يدرج في نهجٍ استراتيجي لتلبية احتياجات العراق من الطاقة والاقتصاد، وتطوير القدرة على التكيُّف مع التحديات الجديدة. ومع خروج البلاد من الحرب، يتاح للعراق اليوم تكوين نفسه مجدداً وإجراء تغييرات جوهرية في قطاع الطاقة.
2. العراق وعالم الطاقة المتطور
يخضع قطاع الطاقة العالمي لتغيُّرات جوهرية، وفي الوقت نفسه، أصبح العراق في وضع ملائم أكثر للتصدي للتحديات القائمة في مجال الطاقة على المدى القصير والبعيد.
ويمكن إدراج مهام قطاع الطاقة في العراق على النحو الآتي، بدءاً بالأكثر إلحاحاً:
1. تزويد المواطنين العراقيين بخدمات الطاقة الأساسية: – الوقود، والكهرباء.
2. كسب الإيرادات للميزانية الوطنية.
3. دعم الأمن القومي والعلاقات الخارجية في العراق.
4. التنمية الاقتصادية والسكانية في العراق.
5. تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على صادرات النفط.