أقام مركز البيان للدراسات والتخطيط ندوة بعنوان “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. الآثار والتوقعات” يوم الخميس الموافق 6-4-2017، وذلك في ضوء لجوء المملكة المتحدة للمادة 50 من معاهدة لشبونة؛ الأمر الذي يمهد الطريق نحو مفاوضات تمتد لعامين ستؤدي في نهاية المطاف إلى خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

شهدت الندوة استضافة عضو البرلمان في جمهورية ألمانيا الاتحادية وعضو اللجنة البرلمانية المعنية بالتعاون الاقتصادي والتنمية السيد توبياس زيش، وقد قدم السيد زيش وجهة نظر ألمانيا حول عواقب الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن النتيجة الإيجابية الوحيدة المحتملة لقرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي تتمثل بوجود فرصة لأوروبا لتطوير سياسة أمنية ودفاعية متماسكة ومتكاملة، وبيّن أن على ألمانيا أن يكون لها الآن دور قيادي في صياغة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ولاسيما بالنظر إلى أوجه عدم اليقين المتعلقة بالعلاقات الأوروبية-الأمريكية، وقد أعرب السيد زيش عن قلقه إزاء الاتجاه العالمي المتنامي نحو الانفصالية والعزلة، مستشهداً بإعادة توحيد ألمانيا كمثال على كيفية تحقيق السلام والتعايش بنجاح.

وشهدت الندوة أيضاً استضافة السيد أولاف وينتزك -منسق السياسة الأوروبية في مؤسسة كونراد أديناور -عبر (Skype)، إذ عرض السيد وينتزك بعض الجوانب التقنية لعملية الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، وأوضح العقبات والتحديات العديدة التي يجب أن يتغلب عليها المفاوضون من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال العامين المقبلين، وتطرّق أيضاً إلى أولويات السياسة الرئيسة التي سيكون على الاتحاد الأوروبي معالجتها على المدى القصير والمتوسط بما في ذلك الحاجة إلى توضيح موقفها من التجارة الحرة والسياسة الخارجية.

وفي مطلع حديثه عبر المدير التنفيذي لمركز البيان السيد سجاد نشمي، حول الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، وأوضح أن بريطانيا ستلجأ إلى تعزيز علاقاتها مع الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط من أجل تلبية احتياجاتها من الطاقة، وبيّن السيد سجاد أن العراق سيكون بحاجة إلى تطوير مسارات السياسة الخارجية المزدوجة؛ من أجل التعامل مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ككيانين منفصلين.

وقد حضر الندوة مسؤولون حكوميون وأكاديميون وممثلون عن المجتمع المدني العراقي؛ وتراوحت الأسئلة الواردة من السادة الحضور حول كيفية استجابة إسكتلندا وآيرلندا الشمالية للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، وما إذا كان النظام الدولي الليبرالي معرضاً للتهديد نتيجة لتغيير الديناميكيات في الغرب.