نظَّم مركز البيان للدراسات والتخطيط ندوة علمية بعنوان: (الرئاسة الأمريكية الجديدة ومستقبل العلاقات العراقية الأمريكية)، وذلك ضمن سلسلة ندوات المركز خلال العام 2017 يوم السبت الموافق 21/01/2017، وبمشاركة شريحة واسعة من المختصين والأكاديميين والمهتمين والمتابعين للشأن السياسي، ألقى خلالها الأستاذ صفاء الشيخ -نائب مستشار الأمن الوطني-  محاضرة بيّن خلالها الدور المهم للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها والمتمثلة بالواقع الأمني وسبل القضاء على الإرهاب، فضلاً عن أهمية تبني العراق سياسة خارجية واضحة وقوية مع الولايات المتحدة، واستعرض الأستاذ صفاء الشيخ مراحل العلاقات العراقية، الأمريكية في السنوات السابقة، وما تحقق فيها من تعاون في مجال الطاقة والأمن وتدريب القوات العراقية، ولاسيما أن هذه العلاقات اتسمت بالاتزان والثبات كما وصفها، ودعا الشيخ إلى عدم استباق الأحداث؛ كون معالم الإدارة الجديدة للبيت الأبيض لا تزال غامضة على حد تعبيره، لأن كل ما يقال وما يُكتب يبقى مجرد توقعات وتنبؤات.

وفي كلمة للسفير العراقي في واشنطن الدكتور فريد ياسين أرسلها للمركز عبر فيها عن أمله في مستقبل واعد للعلاقات العراقية – الأمريكية، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين جيدة ومتميزة بوضعها الحالي؛ بسبب المصالح المشتركة للبلدين، ويطمح العراق في السعي إلى تحسينها والارتقاء بها إلى مستويات أعلى في مجالات متعددة، وركز سعادة السفير في كلمته على اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة التي حددت أوجه التعاون بين البلدين ولاسيما في الجانب الأمني؛ لأن العراق يخوض حرباً شرسة ضد المجاميع الإرهابية المتمثلة بتنظيم (داعش).

وبيّن سعادة السفير أن دور الولايات المتحدة الأمريكية في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش خلال السنتين الأخيرتين كان أساسياً وفعالاً في مساندة القوات العراقية بتحرير المدن العراقية، فضلاً عن التعاون الاستخباراتي والاستشاري الذي تقدمه الولايات المتحدة للعراق، وأشار إلى أن العراق يطمح إلى المزيد في هذا الجانب.

وفي ختام كلمته أشار سعادة السفير إلى أن العراق يتطلع إلى تعاون أكبر مع الولايات المتحدة على مختلف الصعد والمجالات، وإلى تفعيل الاتفاقات والتفاهمات الموجودة حالياً بين البلدين، والعمل على التوصُّل إلى مزيدٍ من الاتفاقات التي تساعد العراق في حربه ضد الإرهاب، وإلى إعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش، فضلاً عن رفع القدرات الإنتاجية للنفط، وتحسين مجال صادرات الطاقة وتطويرها، وتوسيع مفردات الاقتصاد العراقي من خلال إمكانات الولايات المتحدة في هذا المجال، فضلاً عن مكانتها الدولية التي تتمتع بها، وهذا ما تنظر إليه الحكومة العراقية بتفاؤل تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وفي نهاية الندوة قدم الحاضرون العديد من المقترحات التي عبروا من خلالها عن وجهات نظر مختلفة تجاه السياسة الخارجية العراقية وكيف ستكون تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة، ولاسيما أن أمام هذه الإدارة الجديدة العديد من الملفات في منطقة الشرق الأوسط متمثلة بالأزمة السورية، والعلاقات الروسية – التركية، فضلاً عن العلاقة مع دول الخليج، والموقف تجاه الملف النووي الإيراني.