تشير الاحصاءات ان السيارة الشخصية، حينما تقاس وفقا للمساحة التي تشغلها، تعد وسيلة التنقل الاكثر تكلفة من حيث المساحة المستخدمة. و يأتي ذلك من حقيقة ان السيارة العادية تُستخدم بنسبة 10% من الوقت. ان السيارة الشخصية لا تتطلب فقط المساحة الطبيعية التي تشغلها (قرب مقر المالك) و لكنها تتطلب أيضا مساحات اخرى للتوقف (مثل مكان العمل و المتاجر .. الخ).
عادة ما يفترض السائقون بانهم سيتمكنون من ايقاف سياراتهم بالقرب من وجهتهم المطلوبة، ولكن في المناطق المزدحمة ستتطلب عملية الوقوف بعض الوقت للبحث عن مكان مناسب. يختلف الحكم الشخصي للمكان المناسب للوقوف من سائق الى آخر ، اذ يأخذ السائقون بعين الاعتبار امور عدة من حيث الموقع و المساحة و ما اذا كانت هناك رسوما للوقوف. و يتأثر القرار وفقا لهدف و أهمية الزيارة فضلا عن السلوكيات الفردية و أنماط السلوك . و كذلك يأخذ السائقون بنظر الاعتبار مدى توفر الامان لهم و لسياراتهم عند اختيارهم مكان الوقوف.
ان الازدياد الكبير في استخدام السيارات الخاصة ادى الى تقليص الفوائد الاجتماعية و الاقتصادية و التي وفرتها البنى التحتية للطرق. يعد هذا صحيحاً في مناطق الشرق الاوسط على وجه الخصوص ، اذ ادى دمج العوامل الثقافية و سلوكيات التنقل مع انخفاض اسعار المركبات الى ازدحام مفرط في مراكز المدن و يرافقها صعوبات في وقوف السيارات.
و لذلك فان عامل ادارة المركبات المتوقفة هو على نفس الدرجة من الاهمية لادارة المركبات المتحركة في ادارة السير في المدينة . فإن الوقوف الفعال للمركبات سوف لن يؤدي فقط الى التقليل من اعاقة الحركة المرورية للمركبات المتحركة الاخرى بل سيؤدي ايضا الى التخفيف من الاختناقات المرورية و التلوث الناتج من توقف السيارات العشوائي وغير القانوني .
بالاضافة الى ذلك ، فان استخدام الضوابط المفروضة على وقوف السيارات يعد اداة سيطرة مرورية مهمة، خصوصاً عند الذهاب الى مناطق الاعمال التجارية المركزية. فإن الضوابط المفروضة على وقوف السيارات تساعد على التدفق الحر و الآمن للأشخاص و البضائع التي تساعد على تحقيق مجموعة واسعة من الاهداف البيئية و الاجتماعية و الاقتصادية.
من الجدير بالذكر ان ادارة مواقف السيارات يجب ان لا تؤثر سلباً على سلامة و حيوية المنطقة تحت الدراسة. و عادة مايكون امرا مناسبا عند تصميم مخطط لوقوف السيارات هو ضمان التوصل الى تسوية من خلال توفير بدائل مثل وقوف المركبات بعيدا عن الشارع.
لقراءة المزيد اضغط هنا