زياد عبد الرحمن علي / جامعة الموصل / كلية العلوم السياسية
شهد إقليم كردستان العراق، خلال الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، تحوّلات سياسية بارزة أعادت رسم موازين القوى الحزبية داخله بشكل واضح، وقد أسفرت النتائج عن تعزيز موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني كأكبر قوة سياسية كردية وأكثرها تأثيراً، في حين شهد أداء منافسيه التقليديين، وعلى رأسهم الاتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب المتوسطة الأخرى، تراجعاً ملحوظاً.
ولا تعكس هذه الديناميات المتغيرة خيارات الناخب الكردي في المرحلة الراهنة فحسب، بل تشير أيضاً إلى تحولات هيكلية عميقة في طبيعة النظام الحزبي والعلاقات الداخلية بين الأحزاب في الإقليم، فضلاً عن تداعياتها المباشرة على العلاقة بين أربيل وبغداد، وعلى مستقبل الحكم الذاتي ومسار مشروع الدولة في كردستان.
إضافة إلى ذلك، تكشف نتائج الانتخابات عن تحوّل في أولويات الناخب الكردي، حيث يبدو أن القواعد الشعبية بدأت تمنح وزناً أكبر للقدرة على الحكم الفعّال وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مقارنة بالولاءات الحزبية التقليدية. ويعكس ذلك مرحلة جديدة من النضج السياسي قد تؤدي إلى إعادة تشكيل أجندات الأحزاب وبرامجها السياسية بما يتماشى مع تطلعات المواطنين، ويضع تحديات جديدة أمام الأحزاب التقليدية للحفاظ على قواعدها الانتخابية.
لقراءة المزيد اضغط هنا
