back to top
المزيد

    دبلوماسية الطاقة ودورها في تعزيز الأداء الصيني في العراق

    أمجد زين العابدين طعمة/ الجامعة المستنصرية/ كلية العلوم

    أضحت الموضوعات المرتبطة بمصادر الطاقة وسياساتها من المسائل المهمة والأساسية التي تحدد اتجاهات العلاقات الدولية والدبلوماسية في وقتنا الحاضر، فضلاً عن أدوارها المهمة الأخرى في تحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية للعديد من دول العالم وتعزيز أدوارها الاقتصادية الخارجية، بوصفها من الأولويات الرئيسة للحكومات. ولأن سياسة الطاقة والدبلوماسية المرتبطة بها، على وجه التحديد، تُعد جزءاً أساسياً من سياسة أي حكومة، فإن الكثير من دول العالم، وفي مقدمتها الصين، لجأت إلى توظيف دبلوماسية الطاقة بشكل أكثر فاعلية في سبيل تحقيق أهدافها متعددة المسارات، ولا سيما تلك المتعلقة بتعزيز أدائها الخارجي ودعم حضور وتواجد شركاتها العاملة في الدول الأخرى.

    ونظراً لأن العديد من الدول تواجه اليوم، وبشكل متصاعد، مجموعة من التحديات المتعلقة باحتياجاتها المتزايدة إلى ضمانات أكثر استقراراً لكل ما يرتبط بمصادر الطاقة، سواء تلك المتعلقة بتأمين صادراتها النفطية من ناحية، أو تأمين إمدادات الطاقة بأنواعها كافة من ناحية أخرى، ولأن «دبلوماسية الطاقة»، بوصفها واحدة من أدوات الدبلوماسية الفاعلة التي تستخدمها العديد من دول العالم في وقتنا الحاضر بهدف تحقيق أهدافها السياسية أو الاقتصادية وتعزيز روابطها الاستراتيجية بشكل ثنائي أو متعدد المسارات، ومن ثم توفير بيئة تنافسية عالية لشركات الطاقة مع غيرها، فإن توظيفها بشكل صحيح يمثل أحد الخيارات الاستراتيجية الناجحة للدول لغرض تحقيق شركاتها مكاسب اقتصادية على حساب شركات الدول الأخرى، الأمر الذي يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على الجوانب الأخرى من العلاقات الدولية.

    تسلط هذه الدراسة البحثية الضوء على إمكانية توظيف الدول لما يُعرف بـ«دبلوماسية الطاقة» في تعزيز توجهاتها وأدائها الخارجي، وانعكاس ذلك على تعزيز حضور وتواجد شركاتها المتخصصة في مجال الطاقة، مع التركيز على النموذج الصيني ومسارات توظيف الطاقة في تعزيز توجهاته تجاه العراق، مع محاولة إبراز قائمة الأهداف التي حققتها الصين أو تلك التي يمكن تحقيقها من خلال اللجوء إلى هذا النوع من الدبلوماسية.

    واستناداً إلى ذلك، فإن موضوع البحث ينطلق من وجود إشكالية مركزية تتمثل في بروز نمط جديد في الأداء الدبلوماسي يرتبط بمجال الطاقة وتوظيفها لتحقيق بعض أهداف السياسة الخارجية للدول، ولا سيما الصين التي وضعت هذا المسار ضمن دبلوماسيتها متعددة المسارات تجاه العراق على وجه الخصوص، مما يطرح سؤالاً محورياً مهماً يتمثل في مدى إمكانية أن يكون لهذا النوع من الدبلوماسية انعكاسات مستقبلية إيجابية على فاعلية الأداء الصيني، نحو تحقيق مكاسب استراتيجية في قطاعات الطاقة العراقية، وتعزيز حضور الشركات الصينية العاملة في هذا القطاع.

    هذه الإشكالية الدقيقة ينبغي أن تكون متلائمة مع فرضية أساسية مفادها: «تتجه العديد من الدول إلى توظيف الطاقة في دبلوماسيتها الموجّهة نحو مناطق استراتيجية، مما يجعلها من أهم الركائز في السياسة الخارجية، وتمثل الصين أحد أهم النماذج الناجحة في هذا المسار من الدبلوماسية، ولا سيما في أدائها تجاه العراق، مما ينعكس على تحقيق أهدافها الاقتصادية وتعزيز حضور شركاتها الفاعل في قطاعات الطاقة العراقية.

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا