فارس عيسى/ رئيس ممثلية حكومة إقليم كردستان العراق في بغداد
تُعدّ دراسة الدور الأمني لإقليم كردستان في تعزيز الأمن العراقي بعد عام 2003 حجرَ الزاوية في فهم ديناميكيات النظام الفيدرالي الناشئ في البلاد. ويهدف هذا البحث إلى تقييم مساهمة الإقليم بوصفه فاعلاً محورياً ضمن المنظومة الأمنية الوطنية، التي شهدت تحوّلاً بنيوياً من نظام مركزي صارم إلى نظام تعددي.
تتمحور إشكالية البحث حول تحديد الموقع الدقيق للمؤسسات الأمنية في الإقليم، وعلى رأسها قوات البيشمركة، في ظل الغموض وتداخل الصلاحيات الدستورية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. وقد انطلقت الدراسة من فرضية مفادها أن الدور الأمني لإقليم كردستان كان محورياً ومهماً في حماية العراق بعد عام 2003، ولا سيما في أعقاب الفراغ الأمني الذي نشأ إثر حلّ المؤسسات العسكرية العراقية.
وقد أثبتت النتائج صحة هذه الفرضية، مؤكدةً الدور الحاسم لقوات البيشمركة في مكافحة الإرهاب، إذ شكّلت خطَّ صدٍّ دفاعياً فعّالاً، وشاركت في عمليات تحرير واسعة ضد تنظيم داعش بالتعاون مع القوات الاتحادية. ويستند هذا الدور إلى اعتراف دستوري خاص، نصّت عليه المادة (121) من الدستور العراقي، يمنح قوات حرس الإقليم خصوصية قانونية.




