back to top
المزيد

    حرب قصيرة وتغيرات طويلة الأمد

    علي عبد الهادي المعموري/ باحث

    يكاد المتتبع للتاريخ أن يلاحظ مدى التعقيد الذي يكتنف المنطقة، ويضعها في غضون ظرف بالغ الحرج، ليس بالنسبة للمنطقة وحسب، بل للعالم بأسره، لأن ما يحدث في الشرق الأوسط ليس محصور التأثير في الدول التي تقع ضمن الإقليم المضطرب هذا، فآثار الأحداث هنا تمتد إلى خارج الحدود بكثير، لمركزية الأحداث، ومتعلقاتها الجيوسياسية. نحن نتحدث عن المورد الأهم للطاقة، النفط، في منطقة تحتكر تصدير حوالي 27% من الإنتاج العالمي للنفط، ناهيك عن تأثيرها الكبير في منظمة أوبك.

    من جانب آخر، تتقاطع المصالح الدولية في المنطقة بشكل دائم؛ الدول المتصارعة تجد نفسها في مساحة صدام استراتيجي مستمر منذ عقود في الشرق الأوسط، مهما بَعُدَت جغرافياً عن المنطقة. والأمر معقد ومتداخل بشكل كبير بحيث إنه لا يقتصر على ما يتعلق بالنفط وحسب، بل يمتد إلى الاشتباك الثقافي، والانحيازيات الدولية. فالصراع مع إسرائيل يتداخل فيه البُعد الديني، ناهيك عن الكذبة الكبيرة التي تصف الكيان بأنه الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، مما يجعله حليفاً تقليدياً للغرب الديمقراطي.

    في هذا السياق، فإن حربَ الـ 12 يوماً تأتي في سياق ملتهبٍ سابقٍ لقيام الحرب؛ تمثلُ انهيارَ النظام السوري ووصولَ التنظيمات الجهادية إلى سدة الحكم في سوريا، وما أعقبه من انتعاشٍ للحركات الجهادية في المنطقة، وهو متغيرٌ بالغُ الخطورة. بدأت نُذُرُه تتضحُ في سوريا نفسها التي تواجهُ أقلياتِها تهديداً وجوديّاً؛ بدأ مع العلويين في الساحل، وامتدَّ إلى الدروز في السويداء، بما تَبعَهُ من تدخلٍ إسرائيلي غبي وغير فعّالٍ في السويداء، ناهيك عن تصاعد نفوذ هذه الجماعات في أجزاءٍ من لبنان؛ تحديداً في طرابلس، الأمرُ الذي ينذر بانجرارِ لبنان إلى صراعٍ داخلي قد ينتهي بحربٍ أهليةٍ جديدة، مع الضغوط الدولية على الحكومة لنزعِ سلاحِ المقاومة، والتهديد الإسرائيلي المستمر.

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا