back to top
المزيد

    عقيدة الصدمة: الهندسة الجيوسياسية للكارثة عندما تتحول الأزمة إلى عقيدة

    د. مالك ثويني/ مستشار دولي في أنظمة وسياسات التعليم

    في زمنٍ تتشابك فيه الأزمات مع الطموحات، وتتعانق فيه التحوّلات الكبرى مع جراح الشعوب، وُلد كتاب عقيدة الصدمةلنعومي كلاين سنة 2007 كصرخةٍ فكرية تفضح آليات السلطة في استغلال الهزّات والدمار لإعادة تشكيل الاقتصادات والمجتمعات على مقاس مصالح محدّدة. هذا العمل لم يكن مجرّد بحثٍ صحفي، بل كان مرآةً عاكسةً لحكمة التاريخ، إذ بيّن كيف يُزرع النظام الجديد في لحظات الذهول الجماعي، حيث تكون المجتمعات في أضعف حالاتها وأكثرها قابليّةً للإخضاع.

    كلاين في كتابها لم تكتب عن الماضي فقط، بل نسجت خيوطاً رمزية عن المستقبل، وكأنّها تضعنا أمام معادلةٍ ثابتة: كلّما اهتزّت الأرض تحت أقدام الشعوب، سارعت قوى النفوذ إلى استغلال الصدمة فرصةً لإعادة ترتيب الأوراق. ومن هنا تصبح “الصدمة” ليست مجرّد مأساة، بل أداةً سياسيةً واقتصادية تُصاغ بها خرائط جديدة للسلطة والثروة.

    إنّ عقيدة الصدمة” ليست كتاباً عن الكوارث الطبيعية أو الحروب فحسب، بل عن الكارثة الأخطر: استباحة وعي الإنسان وهو تحت وطأة الخوف والانكسار. وبذلك يتحوّل النص إلى تحذيرٍ استراتيجي عابرٍ للأزمنة، يذكّرنا بأنّ الأمم التي لا تبني مناعةً فكريةً ومؤسساتية ستظلّ عُرضةً لإعادة التشكيل من الخارج كلّما عصفت بها العواصف.

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا