أحمد كمال الدين / باحث
يُعدّ قضاء تلعفر من أكبر وأهم الأقضية العراقية من حيث الكثافة السكانية والمساحة الجغرافية، إلا أن هذه المدينة العريقة ظلّت تعاني من الإهمال والتهميش من قبل الحكومات المحلية والمركزية على مدى عقود. وقد تعرّضت لأبشع صور الإرهاب والدمار في تاريخ العراق الحديث، دون أن تنال ما تستحقه من اهتمام وإنصاف.
لقد أثبت الواقع العملي فشل بعض المحافظات الكبيرة في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية والتلكؤ في تطبيق البرامج التنموية، كمحافظة نينوى التي تُعد ثاني أكبر محافظة عراقية بعد بغداد من حيث التعداد السكاني والنمو الاقتصادي، حيث تبلغ مساحتها حوالي 32,308 كم²، ويقطنها نحو 4,000,000 نسمة. وتتميّز هذه المحافظة بتنوعها الإثني والديني والمذهبي.
إن السعة الجغرافية لمحافظة نينوى وكثرة الأقضية والنواحي التابعة لها أدّيا إلى عجز المحافظة عن إدارة شؤونها بالشكل الذي يرضي المواطن والحكومة المركزية. لذا فإن استحداث محافظة جديدة من خلال فصل بعض الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة نينوى غدا أمراً لا بدّ منه، وذلك مع التضخم السكاني الحاصل في المحافظة خلال السنوات الأخيرة، وعدم قدرة الحكومة المحلية في نينوى على الاستجابة لمتطلبات السكان في الأقضية والنواحي التابعة لها، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإدارية وتفاقم المشاكل بين مركز المحافظة من جهة، وتلك الأقضية والنواحي من جهة أخرى.
