أحمد كمال الدين/باحث
في مشهد قد يمثل بداية تحول جذري في المشهدين السياسي والأمني للشرق الأوسط، تتسارع التطورات بعد أحداث السابع من أكتوبر، لا سيما فيما يتعلق بالجماعات المسلحة والفصائل المقاومة. فقد صرّح المبعوث الأمريكي توماس باراك، السفير الحالي للولايات المتحدة لدى أنقرة، خلال زيارته إلى بيروت، بضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والحد من نفوذ “حزب الله”، في خطوة تعكس تحولاً في أولويات واشنطن الإقليمية. كما كشف باراك عن لقاء جمع بين قائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، والرئيس السوري أحمد الشرع، بهدف دمج الفصائل الكردية السورية ضمن إطار موحد برعاية أمريكية، مؤكداً أن الولايات المتحدة كانت قد تحالفت سابقاً مع “قسد” لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي تطور لافت أيضاً، بدأت أولى مجموعات “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، المحظور في تركيا، بتسليم أسلحتها في 11 تموز/يوليو، وذلك في منطقة جاسانا الجبلية بمحافظة السليمانية شمال العراق، تحت إشراف أمني واستخباراتي مكثف، ومراقبة جوية مستمرة.
ما يثير تساؤلات حول دلالات هذه الخطوة وحدودها السياسية. فهل دخلت المنطقة بالفعل مرحلة التحول؟ وهل تسعى الإدارة الأمريكية لتقليص الدعم المالي للحشد الشعبي كتمهيد لدمجه ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، في إطار إعادة تشكيل المنظومة الأمنية العراقية؟




