أحمد حسن _ باحث متخصص في الجغرافيا السياسية لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وما وراءه
في لحظات الكارثة والفوضى، تصبح المسلّمات السائدة أداة تضليل أخطر من الأكاذيب الصريحة. وهذا ما ينطبق بوضوح على المشهد السوري، حيث تُطرَح مفردات مثل “التعايش”، و”حماية الأقليات”، و”المقاومة” كعناوين براقة، تُخفي خلفها منظومات قمع مركّبة ومشاريع اختراق ناعمة.
ومن بين الفئات الأكثر عرضة لهذا الاستغلال المتعدد، تبرز الطائفة الدرزية في الجنوب السوري كمؤشر حيوي على تآكل فكرة التعدد داخل النظام، وتحول الأقليات إلى أدوات ضغط في لعبة إقليمية لا تعترف إلا بمنطق القوة.
وترى هذه الورقة أن الأمن القومي العراقي لا يمكن أن يُبنى داخلياً من دون استقرار بنيوي في الجوار، ولا سيما في الجنوب السوري. فالتفكك الأهلي والتلاعب الخارجي الحاصل في السويداء ودرعا لا يمثلان شأناً سورياً محلياً فحسب، بل يُترجمان إلى تهديد مباشر لبنية التماسك الوطني العراقي، خصوصاً في ظل التقاطعات الديمغرافية والجيوسياسية القائمة بين البلدين.




