د. علي سعدي عبد الزهرة/ جامعة النهرين- كلية الحقوق
تُعد زيارة رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني) إلى هولندا ومشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن 2024، ذات غايات اقتصادية وسياسية تتمثل في إنهاء ملف التحالف الدولي في العراق عبر الاتفاقيات مع الدول المشاركة في التحالف، وتحويلها إلى علاقات ثنائية، من خلال المشاريع الاقتصادية، وتشجيع الدول الغربية على الاستثمار في المجالات التنموية، أي أن لا تقتصر العلاقات على الجانب الأمني، بل ينبغي أن تشمل الجانب الاقتصادي، لاسيما أن هولندا ستتسلم قيادة بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق منتصف عام 2024.
أما البعد الآخر لزيارة (السوداني) تتمثل بنصرة القضية الفلسطينية وحقهم في تقرير المصير، وحماية غزة من الإبادة الجماعية التي تتعرض لها على يد الاحتلال الصهيوني.
أجرى رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني) خلال زيارته إلى هولندا يوم 15 شباط/فبراير 2024 مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الهولندي (مارك روته)، تتعلق بتعزيز التعاون والشراكة بين البلدين، وشهدت المباحثات اتفاقاً على تشكيل مجلس تعاون ثنائي شامل بين العراق وهولندا، تتفرع منه لجاناً تختص في مختلف المجالات، أبرزها لجنة التعاون في مجال الزراعة وتطويرها وتقنيات المياه والري، ومختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، وخلال المباحثات عبر رئيس الحكومة العراقية عن تقديره للدور الهولندي المساند للعراق ضمن التحالف الدولي إبّان الحرب على (تنظيم داعش الإرهابي)، كما أكد على أهمية الانتقال إلى العلاقات الثنائية لاستدامة التعاون وجهود الاستقرار.
على الجانب الآخر، جدد السيد السوداني الموقف العراقي من انتفاء الحاجة إلى بقاء التحالف الدولي في العراق.
لا سيما في ظل التحسن الواضح في قدرات القوات المسلحة العراقية على دحر فلول تنظيم داعش، الذي لم يعد موجوداً.
وأشار (محمد شياع السوداني) إلى أهمية العمل الدولي من أجل وقف العدوان في غزة، وضرورة أن تقوم الدول الأوروبية بدورها في حماية الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها حالياً، وذلك على أرضه التاريخية.
أكد رئيس الوزراء الهولندي (مارك روته) عن رغبة بلاده في ترسيخ الشراكة مع العراق، وتحول علاقات التعاون من الجانب الأمني إلى الجانب الاقتصادي وباقي المجالات التنموية، كما ثمن دعوة العراق للشركات الهولندية للعمل في العراق، وفتح أبواب الإسهام في تشييد البنى التحتية وخطط التنمية والمشاريع الاستراتيجية الاقتصادية الكبرى.
وكان (محمد شياع السوداني) أبلغ في كانون الثاني/ يناير 2024 وزيرة الدفاع الهولندية (كايسي النهرين) التي زارت العراق، قرار حكومته بإعادة ترتيب العلاقة مع التحالف الدولي، عشية استلام هولندا لقيادة بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق منتصف هذا العام 2024، وسط تصاعد الجدل داخل الأوساط السياسية والحكومية العراقية بشأن طبيعة العلاقة مع هذا التحالف الدولي.
