جمعة الصالحي/ باحث
يعد المشهد السياسي السني من أكثر المشاهد غموضاً، بسبب كثرة تقلباته وتكرار مفاجآته. ويعزو مراقبون ذلك إلى أسباب عديدة، من بينها دخول أغلب الأحزاب السنية الحياة السياسية حديثاً، وعدم تمرس كثير من قياداتها وأعضائها السياسة كما هو الحال مع الأحزاب الشيعية والكردية، بينما يرى آخرون أن عدم وجود أحزاب سنية تاريخية –باستثناء الحزب الإسلامي- حول ساحة هذه الأحزاب إلى بيئة خصبة للتقلبات.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى الأحزاب السنية وزعاماتها لحسم مستقبل المحافظات الشمالية والغربية بعد ظهور نتائج انتخابات مجالس المحافظات، ظهرت أزمة سياسية جديدة في الساحة السنية بعد إخفاق القوى الممثلة لهذه المحافظات في تمرير أحد مرشحيها لرئاسة مجلس النواب خلفاً محمد الحلبوسي، الذي فقد منصبه على خلفية قرار المحكمة الاتحادية في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.
الجدل السياسي المتصاعد في المناطق السنية دفع للاعتقاد بوجود مؤثرات غير مرئية في الساحة السنية تتحكم أو تؤثر في التفاهمات بين أحزاب هذه المناطق، وتقف القوى الشيعية في مقدمة هذه الأطراف، بالإضافة إلى العوامل الخارجية، والفواعل المحلية، فضلاً عن مخرجات الصراع على الزعامة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن القصد بـ «المؤثرات غير المرئية» لا يعني أنها لا تُرى بالعين المجردة، بل المقصود أنها تتضمن أي متغيرات خارج حسابات أوزان ومقاعد القوى السنية الرئيسية، والتي يمكن أن تؤثر في المشهد السياسي للمحافظات الشمالية والغربية.
كان الصراع على مجالس المحافظات يمثل القضية الأبرز في المناطق السنية، حتى جاءت جلسة اختيار رئيس جديد لمجلس النواب في الثالث عشر من كانون الثاني (فبراير 2024 لتكون هي الحدث الأبرز بسبب سخونتها وتسببها في زيادة حدة الصراعات السياسية في هذه المناطق.

لقراءة المزيد اضغط هنا