استضاف مركز البيان للدراسات والتخطيط رئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور حيدر العبادي في ندوة حوارية عقدت على قاعة المؤتمرات في معرض بغداد الدولي للكتاب.

وأشار العبادي الى خطورة عدم مشاركة الناس في الانتخابات، مشيرا الى أن ذلك يضعف شرعية النظام القائم، داعيا مفوضية الانتخابات والأحزاب السياسي ومنظمات المجتمع المدني الى العمل من اجل تشجيع الناس على المشاركة.

وانتقد رئيس الوزراء الأسبق المحاصصة السياسية والتحيّز الحزبي في توزيع الثروات باسم التوازن، منوها الى ان الفساد في العراق اصبح مؤسساتيا تدعمه ثقافة كاملة.

وقال العبادي ان سرقة القرن الأخيرة ما كانت لتحصل لو لا تقصير البنك المركزي ووزارة المالية ومصرف الرافدين في واجبها بالرقابة على التحويلات المالية، كما ان التغطية على السرقة هي تواطؤ.

وانتقد رئيس تحالف النصر الشعبوية في اتخاذ القرارات في الدولة بالإشارة الى توظيف اعداد كبيرة من المعيّنين الجدد، واصفا الامر بالخيانة من قبل الكتل السياسية لا سيما وان تعيين هؤلاء ليس فيه ضمانات خاصة في حالة انخفاض أسعار النفط.

وأشار رئيس الوزراء الأسبق الى ان احتجاجات تشرين هزّت النظام السياسي ليس بسبب أعداد المتظاهرين في الشارع وانما بحسب احصائيات لم يتم الكشف عنها والتي اشارت الى تعاطف نحو 70% من سكان العراق مع مطالب المحتجين في الرغبة بالتغيير والإصلاح، الا ان الكتل السياسي ذهبت باتجاه آخر هو الترضيات حفظ المصالح الحزبية.

ونوه العبادي الى انه لم يوقع على وثيقة الاتفاق السياسي في الاطار التنسيقي لاعتراضه على بعض بنودها مثل توزيع المناطق والثروات، فهي ليست ملك القوى السياسية وانما ملك الشعب.

وقال القيادي في تحالف قوى الدولة ان رأينا كان في البداية عدم مشاركة النصر في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات، لقناعتنا بأن هناك عزوفا كبيرا سيحصل من قِبل المواطنين من المشاركة فيها، مشيرا الى ان مفوضية الانتخابات تعتزم احتساب اعداد المشاركين على أساس المستلمين للبطاقات البايومترية وليس اعداد من يحق لهم التصويت، واصفا الأمر بأنه خطأ وتخدير يخفي المشكلة ولا يعالجها.

وحضر الندوة التي أقامها مركز البيان للدراسات والتخطيط المئات من الحاضرين في معرض بغداد الدولي للكتاب بنسخته الرابعة والعشرين، من بينهم مسؤولين حاليين وسابقين واكاديميين ومثقفين.