مقدمة
مثلت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي عقدت عام 2017 بداية لحوار واسع حول قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث التغيير الذي روج له في بدايته على أنه محاولة لتوظيف البيانات والاحصائيات من أجل تحقيق الصالح العام، وأعقب ذلك مؤتمرات ونقاشات عديدة سعت إلى تطوير امكانيات الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الفائدة على المدى البعيد، ولم يغفل المروجون للذكاء الاصطناعي المخاطر التي يمكن أن يأتي بها على مستوى الأمن والثقة واختراق الخصوصية وعدم المساواة، الأمر الذي حوله بنظر البعض الى تحدي صعب بشكل يفوق قدرته على توفير الحلول للمشاكل المستعصية.
وإذا كانت أخطاء او هفوات الذكاء الاصطناعي تكون على نطاق محدود إذا تعلقت بعمل شخص أو مؤسسة، فإن تبعات هذه الأخطاء ستؤثر في الاستقرار السياسي لبعض الدول إذا تسبب بالتغيير أو عدم الدقة في نتائج الانتخابات التي يفترض أن تكون نزيهة لتعبر عن إرادة الشعب، وبخلاف ذلك فأن النزاهة تغيب لصالح المتلاعبين ومن بينهم اولئك الذين يتحكمون بأدوات الذكاء الاصطناعي.
هذا الخطر بات يهدد الديمقراطيات المتقدمة قبل غيرها، إذ تشهد الولايات المتحدة الأمريكية جدلاً واسعاً حول المخاوف من احتمال تسبب الذكاء الاصطناعي بتغيير نتائج الانتخابات لصالح حزب ضد آخر أو مرشح ضد آخر، مما دفع مشرعين امريكيين إلى الطلب بوضع حدود لقدرات الذكاء الاصطناعي الذي يرون انه يمكن ان يؤثر في الانتخابات الأمريكية وقد يتمدد ليمثل انفجاراً عالمياً على مستوى النزاهة الانتخابية. وكذلك الحال في بريطانيا التي اعترفت بقيام قراصنة باختراق بيانات الناخبين.
اولا: الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي عبارة عن مجموعة من أدوات التكنولوجيا المتقدمة التي يمكن تعريفها على أنها «أنظمة التعلم الذاتي التكيفية»، كما توجد تعريفات أخرى للذكاء الاصطناعي حسب الغرض، إذ يعرف من حيث التقنيات على أنه النهج المتقدم للترجمة الالية، ومن حيث الغرض يعرف بانه وسيلة للتعرف على الصور والوجه، ومن حيث الوظائف هو القدرة على فهم اللغة والتعرف على الصور وتعلم كل ما هو جديد، وفيما يتعلق بالسيارات فإنه يركز على الروبوتات والسيارات ذات القيادة الذاتية، أي أن الذكاء الاصطناعي خليط من مجموعة غنية من الأساليب والتخصصات، بما في ذلك الرؤية والإدراك والكلام والحوار والقرارات والتخطيط وحل المشاكل والروبوتات والتطبيقات الأخرى التي تمكن التعلم الذاتي، ويتضمن الذكاء الاصطناعي وجود مجموعة من أدوات التكنولوجيا والتقنيات المستعملة لتكملة السمات البشرية التقليدية، مثل الذكاء والقدرة التحليلية والقدرات الأخرى، وقد تم تمكين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقنيات البيانات الحديثة بشكل كبير من خلال التطورات الحديثة في معالجة الحاسوب وقوته وسرعته، وتعتمد التطورات في الذكاء الاصطناعي بدورها على التقدم في تقنيات البيانات.

لقراءة المزيد اضغط هنا