د. مصطفى الدراجي – باحث
المقدمة:
جماعات المصالح أو جماعات الضغط أو اللوبيات أو العمل الجماعي المنظم هي مما يتميز به النظام السياسي الأمريكي منذ نشأته، أشار لها أكثر من مفكر منهم المفكر الفرنسي (دي توكفيل) والإنكليزي (هارولد لاسكي)، فجماعات المصالح تعتبر في مُجملها عن قطاعات منظمة من السكان، لديهم قيم ومعتقدات مشتركة حول الموضوعات والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقضايا أخرى، ولا يستطيعون تحقيقها بمفردهم.
من هنا تبرز أهمية نشأة جماعات المصالح كاستجابة لاتجاه عام لدى الأمريكيين نحو الاتحاد وتشكيل جماعات أو أطر تنظيمية من أجل العمل الجماعي، كما أنها وإن كانت لا تقدم وبشكل مباشر مرشحين عنها في عملية الاقتراع، إلا أنها تؤدي أدواراً مهمة ومتزايدة في التأثير على نتائج تلك الانتخابات تأييداً أو معارضةً لأولئك الذين يسعون إلى شغل المناصب العامة، وتشكيلاً وتوجيهاً للرأي العام، واستحواذاً على منافذ الوصول إلى صانعي القرار في الحكومة.
كذلك تلتقي جماعات المصالح، وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية مع قطّاعات الرأي العام الأمريكي في مواجهته للتطورات والتحديات الدولية التي تتطلب استجابات سريعة ومتواصلة، وضرورة أن تتسق هذه التطورات مع قـيم ومعتقدات الجمهور الأمريكي على اتساعه، وفي مواجهة انعكاسات ذلك على موضوعاتها المتنوعة وكيفية تأثيرها على صُنع القرار السياسي الخاص بها، هذه هي جماعات المصالح الداخلية أو المحلية، أما جماعات الضغط الخارجية فهي ميزة أخرى يتمتع بها نظام الحكم الأمريكي وظهرت هذه الميزة بالتحديد بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن أصبحت الولايات المتحدة دولة عظمى لها أهمية كبيرة في النظام الدولي، وبعد نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة بتوجيه النظام العالمي، أصبحت جماعات الضغط الخارجية أكثر بروزاً في النظام الأمريكي، وهي جماعات تدافع عن مصالح بلدانها الأم داخل النظام الأمريكي، بمختلف الأساليب القانونية وغير القانونية من أجل أن تكون مخرجات السياسية الخارجية الأمريكية تصب في مصالح بلدانها، عمل تلك الجماعات يدل أيضاً على دور الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس في النظام الدولي وقيادتها له بل وهيمنتها عليه.
ولبعض الدول التي تجمعها مع الولايات المتحدة جماعات ضغط بصرف النظر عن عداوتها أو صداقتها مع الولايات المتحدة، فالهند لديها جماعات ضغط، وكذلك إيران، والصين، وروسيا، والسعودية، ومصر، والعراق، وغيرها من الدول.
  هذه الدراسة تأتي لغرض معرفة أهم جماعات الضغط المحلية والدولية داخل الولايات المتحدة، وكيف تعمل تلك الجماعات؟ وما أهم وظائفها؟ وتاريخ العلاقات العراقية الامريكية؟ وتاريخ عمل اللوبي العراقي في واشنطن؟ وتسليط الضوء على المراحل التي مرّ بها، والقضايا التي دافع عنها، وللإجابة عن هذه الأسئلة، وأسئلة أخرى قُسمت هذه الدراسة على مبحثين، المبحث الأول عنوان: ماهية جماعات الضغط، و يناقش هذا المبحث أهم تعريفات جماعات الضغط وأهم الوظائف التي تقوم بها، أما البحث الثاني فقد تطرّق إلى أنواع جماعات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية ويقسمها داخلية وخارجية، ويناقش أهم أنواع الجماعات الداخلية والخارجية، وماهية الوظائف التي تقوم بها تلك الجماعات وأهم وسائلها، أما المبحث الثاني فحمل عنوان: اللوبي العراقي في واشنطن، ويسلط هذا المبحث الضوء على مراحل نشأة و تطور اللوبي العراقي، والعوامل التي أثرت في نشأته وتطوره و ماهية المكاسب التي استطاع أن يحصل عليها، والمراحل التي مرّ بها مع اختلاف أنظمة الحكم، وطبيعة المصالح التي يدافع عنها، وفي الخاتمة سنسلط الضوء على مسيرة اللوبي العراقي وتشخيص نقاط قوته وضعفه، وما هي التوصيات المهمة التي يجب العمل بها لإنجاح عمله.

لقراءة المزيد اضغط هنا