مؤشر الأمن الصحي العالمي (GHS) هو أول تقييم شامل ومعيار للأمن الصحي والقدرات ذات الصلة يشمل 195 دولة والمؤشر، وهو مشروع تابع لمبادرة التهديد النووي (NTI) ومركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي، طُوِّرَ بالتعاون مع «إيكونوميست إمباكت»، إذ يهدف مؤشر (GHS) إلى إحداث تغييرات قابلة للقياس في الأمن الصحي الوطني، وتحسين القدرة الدولية على معالجة أحد أكثر المخاطر انتشاراً في العالم وهو: (تفشي الأمراض المعدية التي يمكن أن تؤدِّي إلى الأوبئة والجائحات الدولية).
يُقيِّمُ مؤشر الأمن الصحي العالمي لعام 2021 البلدان عن طريق 6 فئات و37 مؤشر و(171) سؤال باستخدام المعلومات المتاحة للجمهور، ويُقِيس مؤشر GHS الأمن الصحي في سياق العوامل الأخرى الحاسمة لمكافحة تفشِّي المرض، مثل المخاطر السياسية والأمنية، والقوة الأوسع للنظام الصحي، والتزام الدولة بالمعايير العالمية.
صُمِّمَ مؤشر GHS؛ لإعلام القادة بالعناصر التأسيسية الضرورية لإعداد بلدانهم لمواجهة تفشِّي الأمراض في المستقبل، وأين يجب عليهم تحديد أولويات التخطيط واستثمار التمويل الدائم. من خلال تقييم هذه القدرات كل (2-3) سنوات، يحفِّز مؤشر (GHS) الإرادة السياسية والعمل لتحديد أولويات معالجة هذه الفجوات.
يوضح التقرير المنهجية الكاملة حول كيف يساعد تجميع البيانات المتاحة للجمهور في تكوين صورة شفافة عن فجوات الأمن الصحي على المستوى الوطني. يتضمن مؤشر (GHS) 2021 أسئلة جديدة مدفوعة بخبرة فريق الخبراء الدولي وتجربة فريق مشروع مؤشر (GHS) من جائحة COVID-19 والأوبئة السابقة. استنتاجات مؤشر 2021 هي نتيجة إطار عمل منقَّح وجمع بيانات محدث أُجْرِيتْ من آب 2020 إلى حَزيران 2021. قام فريق مكوَّن من أكثر من 80 باحثاً ميدانياً من ذوي الخبرة من «إيكونوميست إمباكت» بجمع البيانات المتاحة للجمهور والتي تركِّز على 6 جوانب من استعداد كل بلد، وهذه الاستعدادات: (الوقاية، والكشف، والإبلاغ، والاستجابة السريعة، والنظم الصحية، والامتثال للمعايير الدولية، وبيئة المخاطر). درس فريق البحث كيفية أداء البلدان في التقييمات الخارجية مقابل أدائها في جائحة COVID-19، جنباً إلى جنب مع المتغيرات الإضافية التي أثَّرت على استجابات البلدان للوباء للحصول على ملف تعريف المخاطر الأشمل. تُظهر نتائج مؤشر 2021 مع أنَّ عديداً من البلدان أثبتت قدرتها على تكثيف القدرات الجديدة أثناء حالة الطوارئ -بما في ذلك إنشاء المختبرات وإنشاء مجموعات من متتبعات الاتصال لمتابعة انتشار COVID-19- فإنَّ بعض الاستجابات تعطلت؛ بسبب عدم المعالجة نقط الضعف لمدَّة طويلة، مثل: نقص قدرة الرعاية الصحية، والإمدادات الطبية الهامة. أصبح عند البلدان الآن فهم أكثر حدة لما يعنيه هذا النقص في الاستعداد لصحتها وازدهارها. أظهرت الاستجابة لـ COVID-19 أنَّ عديداً من العوامل- بما في ذلك قدرات الصحة العامة والرعاية الصحية، والفهم العلمي وتوزيع التدابير المضادة، والمرونة الاجتماعية والاقتصادية – تلعب دوراً محورياً في كيفية قدرة البلدان على الاستجابة أثناء الجائحة.

أولاً: موقع الدول  في المؤشر

مع أنَّ عديداً من البلدان كانت قادرة على تطوير قدراتها بسرعة للتصدِّي لـ COVID-19، إلا أنَّ جميع البلدان ما تزال غير مستعدة بصورة خطيرة لمواجهة التهديدات الوبائية والجائحية في المستقبل. ومع ذلك، تُوجد فرصة كبيرة لجعل القدرات الجديدة أكثر ديمومة لتحقيق المزيد من المكاسب طويلة الأجل في مجال التأهُّب. لم تقم معظم البلدان بما في ذلك الدول ذات الدخل المرتفع باستثمارات مالية مخصصة؛ لتعزيز التأهُّب للوباء أو الجائحة. إذ لم تشهد معظم البلدان تحسُّناً طفيفاً أو لم تشهد أيَّ تحسُّنٍ في الحفاظ على نظام صحي قوي وقادر يُمكن الوصول إليه من أجل اكتشاف الفاشيات والاستجابة لها. جعلتِ المخاطر السياسية والأمنية في جميع البلدان تقريباً، والبلدان التي عندها أقل الموارد وأعلى مخاطر وثغرات  جعلت استعدادتها أكبر. تواصل البلدان إهمال احتياجات التأهُّب للسكان الضعفاء، ممَّا يؤدِّي إلى تفاقم تأثير حالات الطوارئ المتعلقة بالأمن الصحي. وعموماً ما تزال البلدان غير مستعدة لمنع الأحداث البيولوجية الكارثية على مستوى العالم التي يمكن أن تسبِّب أضراراً على نطاق أوسع من COVID-19.

لقراءة المزيد اضغط هنا