إن المتتبع لمسار العلاقات العراقية الأمريكية وتطوراتها يلحظ مرورها بمرحلتين مع دخولها المرحلة الثالثة في العام 2020. فإذا ابتدأت المرحلة الأولى منذ العام 2003، وانتهت حتى انسحاب القوات الأمريكية من العراق في العام 2011، وهي المرحلة التي يمكن تأطيرها تحت عنوان: «الاحتلال الأمريكي للعراق»، فإن المرحلة الثانية ابتدأت منذ العام 2014، مع بروز تنظيم داعش في العراق، وقد مرت العلاقات العراقية-الأمريكية في هذه المرحلة بعدة تطورات منذ القضاء على داعش في منتصف العام 2017، إلا أنها شهدت انعطافة حادة بالتزامن مع الدعوات العراقية بالانسحاب الأمريكي من العراق. وقد أدى المتغير الإيراني دوراً بارزاً في انعطاف العلاقات العراقية-الامريكية مع تعرض القواعد العسكرية العراقية التي تستضيف القوات الأمريكية لهجمات صاروخية متكررة. فقد أدى الهجوم الصاروخي على قاعدة K-1 في كركوك في كانون الأول 2019 إلى تصعيد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وبلغت ذروتها في اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية للجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد في 3 كانون الثاني 2020؛ الأمر الذي دفع إيران للرد بوابل من الصواريخ التي استهدفت قواعد عراقية تستضيف القوات الأمريكية.

على الرغم من أن الاتجاه الأمني-العسكري هو الاتجاه الأحادي الذي هيمن على طبيعة العلاقات العراقية-الأمريكية في المرحلة الأولى والثانية، فهو الذي سيحدد مستقبلها في المرحلة الثالثة، وهي المرحلة التي ستبدأ في منتصف حزيران 2020، مع إطلاق الولايات المتحدة الامريكية الحوار الاستراتيجي مع العراق.

لقراءة المزيد اضغط هنا