الملخص 

تعكس التحديات التي واجهتها تجربة ألمانيا الأخيرة في العراق الطبيعة المعقدة والديناميكية للتدخل في مناطق الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، وقد شكّل التداخل بين الاهتمامات الإنسانية ومصالح الأمن القومي الحجر الأساس لقرار ألمانيا الأولي بنشر جنودها في شمال العراق؛ ولكن بمجرد وصولهم إلى هناك كان الواقع المعقد وديناميكيات القوة المتغيرة تعني أن على ألمانيا إعادة موازاة مشاركتها من أجل الحفاظ على تأثيرها وسيطاً نزيهاً في العراق.

وبعد مرحلة الخلاص من تنظيم داعش الإرهابي توافقت مصالح ألمانيا في تحقيق أمنها الداخلي، مع ضرورة تحقيق الاستقرار في محافظات العراق المحررة، وتفعيل اقتصاد البلاد بجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية. وأظهرت تجربة ألمانيا في العراق أنه من المهم تمكين الجهات الفاعلة المحلية لأخذ زمام المبادرة، والحفاظ على التنسيق الوثيق مع الحكومة المركزية؛ لضمان المشاركة الفعالة من قبل أصحاب المصلحة المعنيين. وهناك مجال كبير لتوسيع هذه التنسيقات، في الوقت الذي تتبع فيه أوروبا نهجاً أكثر استباقية وتفاعلية في الشرق الأوسط.

المقدمة

يوضح التدخل الألماني في العراق على مدى السنوات الأربع الماضية حدوث تحول كبير في نهج هذه الدولة لمتابعة مصلحتها الوطنية في الشرق الأوسط، فقد تطورت العلاقات الثنائية بين ألمانيا والعراق بدافع الضرورة وليس الاختيار، ومن خلال هذه التجربة ظهرت مجموعة من المصالح المشتركة بين البلدين يمكن أن تقدم إطاراً لالتزام طويل الأجل لتعميق تلك العلاقة.

ففي المرحلة الأولى -بعد عام 2003- شاركت ألمانيا في علاقات دبلوماسية ضعيفة مع العراق لرفضها المشاركة في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بنظام صدام حسين، بيد أن قرارها بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش قد حسّن بنحوٍ كبير من مكانتها بين العراقيين وثقلها بين اللاعبين الدوليين في البلاد.

لقراءة المزيد اضغط هنا