تسبب فيروس كورونا في مضاعفة الخسائر النفطية لدى الدول المصدرة للبترول بنحو غير مسبوق ومنها العراق، وقد جاء هذا التأثير السلبي معقداً إلى درجة كبيرة؛ إذ كانت الصين هي بؤرة انتشار الفيروس، مما تسبب في خفض استهلاكها النفطي، ومن ثم تقليص نسب استيرادها من النفط والمواد الطاقية إلى حدودها الدنيا، وهو ما كبّد بدوره الدول النفطية خسائر كبيرة، باعتبار ما تمثله الصين من ثقل عالمي؛ نتيجة تصدرها حجم الاستيراد النفطي من الشركاء النفطيين وخاصة من العراق ومنطقة الخليج، هذا إلى جانب ما سببه انتشار الفيروس في العالم من تراجع كبير في أسعار النفط ذاته، إلى الدرجة التي دفعت بالدول المصدرة للنفط الخام، إلى تقديم تنازلات كبيرة للشركاء التجاريين والنفطيين من أجل تجنب خسائر أكثر فداحة بفعل التهديد الناجم عن كثرة المعروض من النفط مقابل قلة الطلب عليه، والمتمثل في خوف هذه الدول من وصول الطاقة التخزينية إلى قوتها الاستيعابية القصوى، إلى غير ذلك من مثل هذه التأثيرات السلبية الناجمة عن تنامي جائحة كورونا، والتي لم يكن العراق ببعيد مطلقاً عنها؛ لذا فإننا هنا بصدد تقدير السبل والبدائل المتاحة أمام العراق لمواجهة الانخفاض التاريخي لأسعار النفط، ومن ثم تعويض الخسائر الناجمة عن هذا الانخفاض، مع الحفاظ على وضعية نفطية متوازنة تجنب العوائد النفطية مزيداً من الخسائر.

لقراءة المزيد اضغط هنا