يعد يوم 9 نيسان من عام 2003 يوماً حاسماً في تأريخ العالم وليس العراق فحسب، ففي ذلك اليوم وبثلاث كلمات فقط أُعلن اختفاء دولة اسمها العراق، وهنا لا أقصد الحكومة أو النظام فقط، بل الدولة التي تأسست بموجب مؤتمر القاهرة الذي عقدته المملكة المتحدة في آذار 1921 بحث ما سمته في حينها وزارة المستعمرات البريطانية «شؤون الشرق الأوسط» والمقصود به الولايات العربية التي كانت متحدة تحت حكم الخلافة العثمانية. قد تبدو هذه الحقيقة صادمة للكثيرين ولكن لو تتبعنا الأحداث التي جرت بين الفترة من 8 تشرين الثاني من عام 2002 ويوم 22 أيار من عام 2003 سوف ندرك حجم المأساة التي حاولت الكتابات العاطفية إخفاءها عن الشعب العراقي، ولفهمنا كيف لثلاث كلمات ينطقها مسؤول في حالة انفعال عاطفي أن تؤثر على مصير دولة بأكملها. لنبدأ القصة من أولها.

قبل أن نبدأ يجب أن نشير إلى أننا لا نناقش شرعية الغزو الذي حصل عام 2003، بل نطرح كيف يؤدي عامل انعدام الكفاءة في اختيار من يتعاملون بالملف الدبلوماسي، وانعدام الخبرة، والجهل بكواليس السياسة الدولية دوراً مدمراً في حياة الدول، وسوف نرى ذلك واضحاً في المناقشات اللاحقة.

لقراءة المزيد اضغط هنا