لينا عماد الموسوي

قبل 106 أعوام وجد تجمع خرج قريباً من حرب كونية راح ضحيتها 16 مليون شخص، سُمي بعصبة الأمم، وكان الرئيس الاميركي (وودرو ويلسون) من الأشخاص الذين أشرفوا على ولادة هذا التجمع، فلقد أراد حماية حقوق الأقليات ومنح الشعوب استقلالها، وكانت النقاط الأربع عشرة التي جاء بها تعدّ مصدر إلهام لكل الأمم الراغبة في أن تصبح كيانات مستقلة في العالم، وقد طالب بقانون دولي جديد، والمساواة بين الأمم، لكن الرئيس ويلسون أصابه المرض، والكونغرس الأميركي قد رفض الانضمام إلى عصبة الأمم، واتجهت الولايات المتحدة لتبني سياسة انعزالية لم تخرج منها إلا بعد بيرل هاربر، وبعد عامين مربحين اقتصادياً من الحياد في زمن الحرب لم يكن الأميركيون يرغبون في الانضمام إلى عصبة الأمم، ولكونهم كانوا يعدون القوة العظمى المستقبلية -التي كان بوسعها استخدام نفوذها بنحو مفيد جداً للسلام العالمي، والتي كان يمكن لقوتها العسكرية والاقتصادية المتنامية أن تجعل هتلر يراجع خططه- أدارت ظهرها لعصبة الأمم، لنشهد حرباً كونية ثانية، والآن -في بداية القرن الحادي والعشرين- وظهور العولمة كنظام عالمي، وزيادة الاعتمادية المتبادلة بين الدول، كان العالم أمام قرن أكثر استقراراً، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل نظام أحادي القطبية، وقوى عظمى واحدة تقلل من حجم الصراعات المحتملة، لكن ذلك لم يحصل، فجهود السلام، و(المجتمع الدولي أو العائلة الدولية) لم تستطيع الاستمرار بالتهدئة، إذ ابتدأ القرن الحادي والعشرون بذهاب الولايات المتحدة إلى غمار حرب أفغانستان، ثم العراق، ثم محاربة الإرهاب من طريق حلفائها، وجهود حثيثة كانت نتائجها نظاماً فوضوياً أكثر، ومنقسماً أكثر. وأمام تخبط الولايات المتحدة الأمريكية ثمة قِوى صاعدة متمثلة بالصين، والهند، وكذلك وجود تكتلات اقتصادية واجتماعية بعيدة عن الولايات المتحدة مثل: (بريكس، ومجموعة شنغهاي، ومجموعة بيكتا)، واتحاد أوروبي أقوىروابطه هو (حلف الناتو)، وأخيراً، نظام دولي الثابت الأوحد فيه أنه متغير.

لقراءة المزيد اضغط هنا