تسعى روسيا الى زيادة تأثيرها في الشرق الأوسط، حيث تعمل على تأكيد نفسها كلاعب مسيطر في المنطقة، ولدى روسيا اليوم عدة قواعد عسكرية في سوريا؛ فقد وقعت روسيا صفقات تجارية وعسكرية مربحة مع مصر، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا، وإيران. واشترت أسهماً في النفط والغاز في البحر المتوسط. وتلجأ روسيا إلى أن تكون وسيطاً -كونها الممثل الوحيد الذي لديه علاقات مع الجميع تقريباً- للصراعات الجارية في مختلف أرجاء المنطقة؛ لذا يعد لبنان حالياً في مرمى موسكو.

وتشير الاتفاقات الثنائية والصفقات التجارية على مدى العامين الماضيين إلى أن كلاً من لبنان وروسيا تعملان على تشكيل تحالف وثيق. وبينما يتفق الكثيرون على أن الحجر الأساس لهذا الإتفاق قد وُضع؛ إلا أنه ما يزال هنالك افتقار إلى الإرادة السياسية نحو تعاون رسمي أكبر على الجانب اللبناني. ولكن مع تشكيل الحكومة الجديدة وتغيرّ المشهد السياسي في المنطقة، يتطلع المجتمع اللبناني السياسي والديني والتجاري نحو روسيا كشريك مرحب به أكثر ومناسب للعمل معاً، ولاسيما في ضوء الضغط الأميركي المتصاعد على النظم السياسية والاقتصادية اللبنانية. وسيثبت الدور الروسي الكبير في لبنان اليوم أهميته لكلا الدولتين، ولبصمة روسيا في الشرق الأوسط.

وتتطلع روسيا إلى تعزيز مجال نفوذها في المنطقة وجعل سوريا مركزها، وهي أيضاً تركز على لبنان التي تحيط حدوده الشرقية والشمالية لسوريا كامتداد طبيعي يعبّر عن جهودها. وفيما يخص الشركاء اللبنانيين في روسيا؛ فإن صعود روسيا كمنافس قوي للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين يفتح فرصاً أمام تدفق الاقتصاد اللبناني، وهو اقتصاد في حاجة ماسة إلى دفعة، إثر تراجع القوى الحاكمة الأخيرة في التعامل مع البلاد. وفيما يخص الأغلبية الحاكمة في لبنان -التي تتألف اليوم من حزب الله وحلفائه المحليين الموالين لدمشق- فإن وجود علاقة وثيقة مع روسيا سيفضي إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة؛ وبالتالي يؤدي إلى تحول كبير في الديناميات الإقليمية.

لقراءة المزيد اضغط هنا