لطالما عُدّت منطقة الشرق الأوسط للكثير من القوى الكبرى مثل الصين، والولايات المتحدة، وروسيا منطقة نفوذ واهتمام متزايد؛ ويأتي هذا الاهتمام لعدة أسباب أهمها الحفاظ على التوازن في العلاقات الدولية مع دول هذه المنطقة، فضلاً عن الأهمية التي تزداد كثيراً للقوى الكبرى من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية التي تجعل من هذه المنطقة سوقاً مفتوحة لمنتجات هذه الدول. وفي إطار “سعي الصين إلى تأمين الطاقة لها في المنطقة، تنظر الولايات المتحدة بطريقة إيجابية أخرى على أن المنطقة هي ضامن أساس للأمن القومي لها في الشرق الأوسط من خلال وجودها العسكري ونفوذها الجغرافي السياسي الكبير”؛ ومن هنا فإن الولايات المتحدة ترى وجودها في المنطقة داعماً للاستقرار والحفاظ على التنمية الاقتصادية الإقليمية، في حين ترى الصين أن وجودها مختلف تماماً عن الوجود الأمريكي، فهي تسعى إلى تأمين أمن الطاقة الخاص بها، وترى في وجود الولايات المتحدة وتحالفاتها في المنطقة تهديداً لأمنها ولاسيما في منطقة شرق آسيا ومنطقة الباسفيك.

وسعت الصين خلال العقود الثلاثة الماضية إلى اتباع استراتيجية وسياسة هادئة مكنتها من التقرب إلى دول الشرق الأوسط؛ من أجل ضمان مصالحها التجارية في المنطقة، وعدم الانحياز إلى النزاعات والخلافات المتصاعدة فيها. وعملت أيضاً على الحفاظ على التوازن السياسي والدبلوماسي والتجاري لها مع دول المنطقة بنحوٍ عام ودول الخليج بنحوٍ خاص، حيثُ زاد اهتمام الصين في المنطقة منذ مطلع الثمانينيات بعد أن أقامت الدول العربية علاقات دبلوماسية معها على نحو الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية، وفتح البعثات الدبلوماسية لديها، وتبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما.

لقراءة المزيد اضغط هنا