أصبح برنامج منظمة التعاون والتنمية الدولي لتقييم الطلبة على مدى العقد الماضي، المقياس الأهم عالمياً لتقييم جودة الأنظمة المدرسية ومساواتها وكفاءتها، ومن خلال التعرُّف على خصائص النظم التعليمية عالية الأداء، يسمح البرنامج الدولي لتقييم الطلبة للحكومات والمربين بتحديد السياسات الفعالة التي يمكن أن تتواءم وظروفهم المحلية.
وقد ركز آخر تقييم للبرنامج الدولي لتقييم الطلبة في عام 2015 على العلوم، ابتداءً بتناول مسكن للألم وانتهاءً بتحديد وجبة الغذاء “المتوازنة”، ومن شرب الحليب المبستر إلى تحديد ما إذا كان من المناسب شراء سيارة هجينة، فالعلوم موجودة في كل مكان من حياتنا، إذْ إن العلوم ليست مجرد أنابيب الاختبار والجدول الدوري، بل هي أساس كل أداة نستخدمها، ابتداءً بمفك السيارة وصولاً إلى المركبات التي تستكشف الفضاء، وهي الأكثر تقدما. أما الأهم من ذلك، فهو أن العلم ليس فقط مجالاً للعلماء، ففي زمن تدفق المعلومات الهائل والتغير السريع، يحتاج كل شخص الآن إلى أن يكون قادراً على “التفكير مثل عالم”، أن يكون قادراً على تحليل الأدلة، والتوصل إلى استنتاج، وأن يفهم أن علمية “الحقيقة” قد تتغير مع مرور الوقت، بينما تظهر اكتشافات جديدة، وأننا كبشر نطور فهماً أكبر بالقوى الطبيعية والقدرات التقنية والقيود.
يسلط هذا الكُتِّيبُ الضوءَ على بعض نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة لعام 2015، ويظهر البرنامج الدولي لتقييم الطلبة أن كل بلد لديه مجال معين للتحسين، حتى أصحاب الأداء الأعلى، ومع مستويات عالية من البطالة بين الشباب، وارتفاع عدم المساواة، ووجود فجوة كبيرة بين الجنسين، والحاجة الملحة لتعزيز النمو الشامل في العديد من البلدان، فليس لدينا وقت نضيعه من أجل توفير أفضل تعليم ممكن لجميع الطلبة.
ما البرنامج الدولي لتقييم الطلبة؟
ما هو الشيء المهم الذي يجب على المواطنين معرفته، وأن يكونوا قادرين على القيام به؟ رداً على هذا السؤال، وبسبب الحاجة إلى أدلة قابلة للمقارنة دولياً حول أداء الطالب، أطلقت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) مسحاً كل ثلاث سنوات لطلبة تكون أعمارهم خمسة عشر عاماً في جميع أنحاء العالم، والمعروف باسم البرنامج الدولي لتقييم الطلبة، يقوم هذا البرنامج بتقييم إلى أي مدى يكون الطلبة البالغون من العمر 15 عاماً مع نهاية التعليم الإلزامي قد اكتسبوا المعارف والمهارات التي لا غنى عنها للمشاركة الكاملة في المجتمعات الحديثة، ويركز التقييم على المواد الدراسية الأساسية كالعلوم والقراءة والرياضيات، ويتم تقييم كفاءة الطلبة في مجال الابتكار أيضاً (ففي عام 2015 كان هذا المجال هو حل المشكلات التعاوني). لا يستند التقييم إلى التحقق فقط مما إذا كان يمكن للطلبة إنتاج المعرفة فقط، بل إنه يراقب أيضاً مدى تمكن الطلبة من استقراء ما تعلموه، وتطبيق هذه المعرفة في مواقع غير اعتيادية، داخل المدرسة وخارجها، ويعكس هذا النهج حقيقة أن الاقتصادات الحديثة تكافئ الأفراد ليس لما يعرفونه، ولكن على ما يمكنهم القيام به من خلال ما يعرفونه.
إن البرنامج الدولي لتقييم الطلبة هو برنامج مستمر، يقدم رؤى للسياسة والممارسة التعليمية؛ مما يساعد على رصد الاتجاهات في اكتساب الطلبة للمعارف والمهارات في مختلف البلدان، وفي مجموعات سكانية مختلفة في كل بلد، وتكشف نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة ما هو ممكن في مجال التعليم من خلال إظهار ما يمكن للطلبة في نظم التعليم الأعلى أداءً والأسرع تحسناً القيام به، وتسمح النتائج لصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم قياس معارف ومهارات الطلبة في بلدانهم  بالمقارنة مع تلك الموجودة في بلدان أخرى، ووضع أهداف السياسة في مقابل الأهداف القابلة للقياس من خلال أنظمة التعليم الأخرى المتحققة، والتعلم من السياسات والممارسات المطبقة في أماكن أخرى، وفي حين لا يقوم البرنامج الدولي لتقييم الطلبة بتحديد العلاقة بين السبب والنتيجة بين السياسات / الممارسات ونتائج الطلبة، إلا أنه يمكنه أن يظهر للمعلمين وواضعي السياسات والجمهور المهتم كيف أن نظم التعليم متشابهة ومختلفة، وماذا يعني ذلك للطلبة.

لقراءة المزيد اضغط هنا