في الثامن من تشرين الثاني من هذا العام، يأمل مرشحا الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب بأن أكثر من عام من العمل على الحملة الانتخابية -من إلقاء الخطابات، وجمع التبرعات، والمناظرات الرئاسية- ستكون كافية لتأمين الجلوس على المقعد السياسي الأكثر قوة في البلاد لقد قيل الكثير عن حملاتهم الخاصة وأبرزها فضيحة البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون لها وخطابات دونالد ترامب المليئة بالشتائم والكلمات اللاذعة، ولكن مع معرفة التطور السياسي كطرف[1]، السؤال هو ما موقفهم حسب استطلاعات الرأي؟ وما شكل سياساتهم الخارجية كمرشحين رئاسيين؟

مثلت استطلاعات الرأي تأريخياً نقطة الدخول للحوار السياسي حول من هو المرشح المفضل للرئاسة؟ وعلى الرغم من المبالغة في موضوعيتها في أغلب الأحيان، إلَّا أنها تقدم رؤى مثيرة للاهتمام حول مسارات التصويت الممكنة من قبل الناس في جميع أنحاء البلاد. تأريخياً فاز الديمقراطيون في الولايات الساحلية الشرقية والغربية للولايات، ويشار إلى ولاية كاليفورنيا، وأوريغون، وواشنطن، ومين، وفيرمونت، ونيو هامبشاير تقليدياً بالولايات “الزرق”[2]، أما الجانب الجمهوري فيسيطر على الجنوب والغرب الأوسط، ولاسيما ولايات تكساس، ولويزيانا، والاباما، ونبراسكا، وكنساس، وأوكلاهوما، ويشار إليهم بالولايات “الحمر”[3]، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أنماط التصويت في هذه الولايات من غير المرجح أن يتغير هذا في الانتخابات المقبلة، إذ إن احتمالية فوز مرشح في غير الولايات الداعمة لحزبه ضئيلة جداً.

وبالتالي، فإن الأهم من ذلك هو ما يسمى بـ”الولايات المتأرجحة” التي تمثل الولايات المتنازع عليها بين الحزبين التي تحدد في العادة نتائج الانتخابات، وفي هذه الانتخابات يُرجَّح أن تكون ولايات أريزونا، وفلوريدا، وجورجيا، وأوهايو، وفرجينيا الولايات المتأرجحة الرئيسة، وعلى وفق استطلاعات الرأي فإن كلينتون تتفوق بفارق بسيط في كل من هذه الولايات، وتُعدُّ هذه الولايات ذات أهمية خاصة بالنظر إلى أن ولايتي إريزونا وجورجيا كانتا ولايتين جمهوريتين في الانتخابات الأربعة الأخيرة (إذ فاز الحزب بنسبة 8٪ في المتوسط).

 إذا أراد ترامب الفوز في الانتخابات فإن عليه استعادة هاتين الولايتين، والمضي قدماً ومحاولة الفوز في الولايات المتأرجحة الأخرى، ثلاثٌ منها فاز بها الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة، ويمتلك ترامب فرصة كبيرة في ولاية فلوريدا التي يتخلف بيها بنسبة 4.6% فقط خلف كلينتون[4]، ولا يمكن المبالغة في أهمية هذه الولاية: إذ تحمل ثالث أعلى عدد من الأصوات الانتخابية (29 صوتاً) وتُعَدُّ مؤشراً على من سيصبح الرئيس بعد أن صوتت لصالح الرئيس في 9 من 10 انتخابات ماضية[5].

وفضلاً عن ذلك يسعى كِلا المرشحين وراء ما يسمى بولايات “حزام الصدأ” التي تشغل شمال وسط الولايات المتحدة، وهذه الولايات هي ميتشيغان، وأيوا، ويسكونسن، وبنسلفانيا، وأوهايو، وهذه ولايات زرق، إذ كانت هذه الولايات الصناعية ديمقراطية في عام 2012، والتي يعتقد ترامب أنه يمكن أن يغيّرها إلى ولايات حمرٍ، ولكن على وفق استطلاعات الرأي تتفوق كلينتون بفارق يسير في جميع هذه الولايات الخمس، ويشير هذا التفوق إلى أن على ترامب التركيز باهتمام في هذه الولايات؛ لحشد الدعم اللازم.

في الواقع، على ترامب أن يكون حذراً من ألّا ينشر حملاته في مساحة واسعة جداً، فالولايات الحمر التي على ترامب أن يفوز فيها حتى يكون له أي فرصة للنجاح، مثل ولاية كارولينا الشمالية، وجورجيا، وكنساس، غير مستقرة النتائج، إذ يتفوق ترامب بفارق طفيف في ولاية كانساس، الأمر الذي يبعث على الدهشة نظراً إلى أن كانساس كانت معقلاً لدعم الحزب الجمهوري تأريخياً بعد أن صوتت للديمقراطيين مرة واحدة منذ عام 1940[6].

إن تفوق كلينتون الضئيل في استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة هو مؤشر على تراجع الدعم لترامب، ففي نهاية شهر تموز من هذا العام أشارت استطلاعات الرأي إلى أن ترامب متقدم بنسبة 1.1٪ على كلينتون، وبعد شهر تقريباً تفوقت كلينتون بفارق 5.8٪ على ترامب[7]، ويأتي هذا نتيجة لانتقاد ترامب مؤخراً لمقتل جندي في الجيش الأمريكي، وأن تأكيده على أنَّ أوباما هو “مؤسس” داعش، والتعليقات الغادرة والإشارة إلى مقتل كلينتون على يد أولئك الذين يعارضون وجهات نظرها حول التعديل الثاني في الدستور الأمريكي، ويبدو أن التصريحات الأخيرة لترامب قد لاقت صدى أخيراً في الرأي العام الأميركي، وقد أدت إلى تناقص شعبية ترامب في استطلاعات الرأي.

وفضلاً عن ذلك فإن قلة خبرته على أعلى المستويات السياسية بدأت بتصدر الصورة في نفاد الوقت لتغيير خطبة المثير إلى مواد رئاسية تقود إلى فوزه في الانتخابات، على الرغم من تأكيده على أنَّه لن يغيّر طريقته الآن لأنها حسب قوله: “أوصلتني إلى هنا”[8]، كان من المفترض أن يكون خطابه الأخير في ولاية أوهايو حول داعش والسياسة الخارجية ذروة تطوره السياسي، ولكنه كان يقرأ بغفلة من الشاشة الملقنة، وافتقر إلى أي أفكار جديدة، واقترح إقامة مؤتمر عالمي بشأن داعش مع السيسي وإسرائيل والملك عبد الله، ودعا إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران -في الواقع يقول كبير مستشاري السياسة الخارجية لترامب وليد فارس يقول إن ترامب سيلغي الصفقة مع إيران في حال انتخابه- ويدعي بأنه سيقيم علاقات صداقة مع أي من “المعتدلين المسلمين الإصلاحيين” الذين يرغبون بمحاربة داعش[9].

إن إيجابية ترامب الجديدة نحو حلف شمال الأطلسي وحسمه على سحق داعش، ورغبته في استخدام ألمع العقول في السليكون فالي -مركز التكنولوجيا في الولايات المتحدة- لإحباط الهجمات الإلكترونية يتوافق بقوة مع أهداف كلينتون، ويمثل استمرارية لسياسات أوباما في المنطقة، ومع ذلك فإن أحد جوانب الاختلاف في السياسة الخارجية لترامب يتمثل في إنهاء “بناء الدول”، وهذا ارتباط وثيق الصلة بالنظر إلى 57٪ من الأمريكيين يريدون من الولايات المتحدة البقاء بعيدة عن شؤون البلدان الأخرى، يلعب ترامب بالبطاقة التي استخدمها بنجاح في حملته الانتخابية، وهي الوقوف ضد الغوغائيين وتوفير فرص العمل إلى الحديث عن مخاوف الجمهور، وتأكيده على أنه “ضد غزو العراق”، وهو حدث لا يزال يُنتقد فيه الكثير من الساسة في الولايات المتحدة، وكلينتون إحداهم[10].

ولكن على الرغم من خطابات ترامب، إلّا أن موقفه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية غارق في التناقض، ولاسيما مع تعقيد مستشاريه لهذه المسائل من خلال طرح وجهات نظر متعارضة لترامب، إذ نقل عن كبير مستشاري ترامب للسياسة ستيفن ميلر الذي يشبه ترامب في رغبته في حماية “المواليد الأصليين” ضد المهاجرين، والذي يدعم سياسة ترامب في “بناء جدار” على الحدود المكسيكية، قوله إن الولايات المتحدة ستستمر في عهد دونالد ترامب بنشر رسالة “طريقة أفضل للحياة” التشجيعية في الدول ذات الحكومات القمعية، لكنه ينفي أن هذا يشابه لبناء الدول[11]، حتى أن ادعاءات ترامب بأنه لم يؤيد الحرب على العراق لا تعكس الواقع، إذ إنه أكد دعمه للغزو في مقابلة عام 2002 مع المذيع الأمريكي هوارد ستيرن[12].

في نهاية المطاف، سيؤثر المحيطين بترامب بنحوٍ كبير على وجهات نظره ومن بين هؤلاء المستشارين السيناتور جيس سيشونس، الرجل الذي كان يوصف بأنه “ترامب قبل ترامب” والمدافع الأول عن “سياج حدودي أكبر وأفضل وأطول”، ويشكل اليسناتور سيشونس جزءا من مستشاري السياسية الخارجية والحرب جنبا إلى جنب مع وليد فارس واللفتنانت الجنرال مايكل تي فلين، وسيقوم هؤلاء الجمهوريون بالدفع نحو الحصول على المزيد من النفوذ في الخارج وتوثيق العلاقات مع روسيا، وهذا ما تبينه الآراء السياسة الخاصة بترامب تجاه وروسيا والتي يؤيدها مستشاروه بدلاً من تحديها، إذ دعا كل من الجنرال فلين وميلر علنا و​​بقوة نحو توثيق العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي سيكون لها تداعيات في منطقة الشرق الأوسط إذا ما تم انتخاب ترامب.

أما من الناحية الإخرى، فتمتلك هيلاري كلينتون بنية قوية في السياسة الأميركية بعد أن شهدت الحياة الرئاسية كسيدة أولى، وشغلت منصب عضو مجلس الشيوخ من نيويورك، وقادت الولايات المتحدة في الخارج كوزيرة للخارجية، ظلت سياسات كلينتون الداخلية ثابتة طوال حملتها الانتخابية ولكن سياساتها الخارجية لا تزال غير مستقرة قليلاً، على الرغم من أن وجهات نظرها بشأن مكافحة الإرهاب لا تزال مستمرة ومستقرة وتشكل امتداداً لسياسات أوباما، إذ تم انتخابها كرئيسة، فإنها ستكثف الضربات الجوية لقوات التحالف في العراق وسوريا، وتكثف الدعم للقوات العربية والكردية على الأرض، وستتابع العمل على استراتيجية الدبلوماسية في سوريا، وتساعد على حل “حرب العراق الطائفية”[13]، وقالت إنها تريد العمل أيضاً مع ألمع العقول في السليكون فالي “لتتبع استخدام داعش لوسائل الاعلام الاجتماعية وتحليلها، وتعيين الشبكات الجهادية على الإنترنت”.

توصف كلينتون في العديد من الدوائر بأحد الصقور في السياسة الأمريكية -وهذا في نهاية المطاف أكبر سقوط لها- فبعد أن أصبحت عضواً في مجلس الشيوخ في عام 2011 زارت كلينتون كل المنشآت العسكرية في ولايتها، وبدأت ببناء علاقات مع الجنرالات في القيادة في ذلك الوقت، في العام التالي تواصل الزعماء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ معها مع إعطائها خيار الحصول على مقعد في لجنة الشؤون الخارجية أو في لجنة الخدمات المسلحة، وقد قامت كلينتون باختيار الأخير، وكما لاحظ فالي نصر -وهو استراتيجي في السياسة الخارجية الذي قدم النصح لكلينتون في أفغانستان وباكستان حينما كانت وزيرة للخارجية- “أنها تؤمن بالأهمية العسكرية في حل الإرهاب، وفي تأكيد النفوذ الأمريكي”[14].

ولكن موقفها من سوريا هو أكثر ما يثير القلق في الشرق الأوسط، ففي جولة لها في تشرين الثاني عام 2015، أكدت كلينتون على أن الغارات الجوية في سوريا لا بد أن تدعم مع نشر جنود على أرض الواقع، ولكن في إحدى جولاتها الانتخابية الأخيرة في سكرانتون بنسلفانيا، دانت كلينتون حديث ترامب عن إرسال “قوات برية أمريكية” وأجابت: “هذا غير قابل للنقاش”[15]، وعلى الرغم من عدم الثبات على أحد  الخيارين، إلّا أن تأريخها يشير إلى أنها ستختار الخيار الذي فيه تدخل أكثر، وخير مثال على ذلك هو التدخل العسكري في ليبيا، وهذا يشير إلى احتمالية فرض تدخل عسكري أوسع في سوريا، ولاسيما لإحباط الوجود الروسي -ولاسيما “الديكتاتور” بوتين- وإعادة الولايات المتحدة كالقوة الخارجية المهيمنة في المنطقة.

ولكن وفي مقال نشر مؤخراً، يقول الكاتبان جيريمي شابيرو وريتشارد سوكولسكي: إن كلينتون لن تكون “الصقر” الذي يتوقعه كثيرون؛ لأنها ستمتلك خيارات قليلة للتدخل وستريد الحفاظ على تأريخها كمروجة للسياسة المحلية من دون أن تتلوث بالحملات في الخارج، ففي الماضي استخدمت كلينتون “القوة الذكية”[16] وهو مصطلح يطلق على فكرة أن هناك حاجة إلى استثمار كل عناصر القوة الوطنية لحل مشاكل السياسة الخارجية، ولكن مثل ترامب سيؤدي مستشاروها -وهم شخصيات عامة يروجون لفكرة النفوذ الأمريكي على الصعيد العالمي- دوراً في تشكيل قراراتها.

ومن بين هؤلاء المستشارين وأحد أهمهم هو الجنرال جاك كين الذي لديه وسيكون له تأثيرٌ قوي على كلينتون بشأن إجراءاتها العسكرية، وعلى وفق الصحفي في النيويورك تايمز مارك لاندر كين يمثل “أعظم تأثير على الطريقة التي تفكر بها هيلاري كلينتون في القضايا العسكرية”[17]، ويدافع كين بنحوٍ قوي عن “كثافة الغارات الجوية على سوريا”، ويدعو إلى إرسال قوات على الارض، وفيما يخص العراق يعتقد كين أنه من الضروري إرسال “آلاف بل المئات من المستشارين” لأهل السنة في العراق، ومنحهم التدريب اللازم وتوفير الأسلحة لهم[18]. يعد كين -كرجل عسكري- أحد المروجين لفكر المحافظين الجدد، وبالنظر إلى ما يعدُّه تزايداً في النفوذ الروسي في سوريا وتزايداً في النفوذ الإيراني في العراق، سيدفع كين كلينتون لممارسة القوة العسكرية لإعادة هيبة وسلطة الولايات المتحدة في المنطقة .

يعدُّ السفير نيكولاس بيرنز أحد الشخصيات المؤثرة الأخرى بين مستشاري كلينتون، وهو الذي عمل كمستشار للسياسة الخارجية في الحكومة في عهد جورج بوش وبيل كلينتون، ويدفع بيرنز هو الآخر نحو استمرار الولايات المتحدة في الطليعة كقوة عالمية رائدة، ويدعم استخدام المادة 5 التي تنص على أنه (إذا هُوجم أحد أعضاء حلف شمال الاطلسي فإن الولايات المتحدة ستستجيب على وفق ذلك)، وكان يمكنها أن تدعم وضع المزيد من الأسلحة في أيدي الغالبية السنة في المجتمع العربي في عام 2012 وكذلك اليوم في عام 2016[19]، يمكن القول إن اثنين من أكبر المؤثرين على كلينتون هم من أنصار السياسات الليبرالية الجديدة لحكومة الولايات المتحدة، ويرغبون في ممارسة وبسط النفوذ الأميركي في الخارج، ومن الصعب القول: إن كلينتون ستعارض مشورتهم بشأن سوريا والعراق في حالة انتخابها كرئيسة، ولكن حاجتها لتحقيق التوازن بين السياسة الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذي لم يكن ذا أهمية خلال وقتها كوزيرة للخارجية، من المؤمل أن يجعلها تقف على أرضية وسط.

على كلا المرشحين كثيرٌ من العمل للقيام به قبل الثامن من تشرين الثاني، ومع ذلك وعلى الرغم من الاختلافات بين المرشحين، إلّا أنّ سياساتيهما لا تختلف كثيراً في الواقع، فمستشارو كلا المرشحين هم من المؤيدين لممارسة نفوذ الولايات المتحدة في الخارج، وعلى الرغم من أن ترامب يبدو وكأنه معادٍ لبناء الدول ومناصرٌ للرأي الشعبي الذي ينطوي على عدم تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في الخارج، إلَّا أن وجهات نظره وقوله بأنه “كان علينا أن نأخذ النفط في العراق”، واستجوابه لثلاث مرات لمدة ساعة في كل مرة مع مستشارين حول لماذا لا يجب استخدام الأسلحة النووية[20]، وهذا لا يشير إلى أنه “لا يريد التدخل”، لكن قلة خبرته قد تؤدي إلى فوز كلينتون بالرئاسة، ولكن هذا غير مضمون، وتعمل حملة ترامب على أساس الخوف من “الآخر”، وإذا ما زلت كلينتون في المناظرات الرئاسية وأظهرت فضيحة البريد الإلكتروني رأسها القبيح مرة إخرى، أو أن ترامب يتمكن من شن هجوم آخر لمصلحته فإن هذا قد يقلب الموازين بسرعة لصالحه.

المصادر :

[1]) مركز البيان للدراسات والتخطيط.

[2])  يشير اللون الأزرق إلى ولايات الحزب الديمقراطي.

[3] ) يشير اللون الأحمر إلى ولايات الحزب الجمهوري.

4) http://www.270towin.com/2016-polls-clinton-trump/florida/.

5) http://www.270towin.com/states/Florida.

6)  http://www.270towin.com/states/Kansas

7)http://www.realclearpolitics.com/epolls/2016/president/us/general_election_trump_vs_clinton-5491.html

8)  http://www.politico.com/story/2016/08/trump-temperament-no-strategy-change-226813

9) http://www.thenational.ae/world/americas/trump-vows-to-be-a-friend-to-all-moderate-muslim-reformers-in-the-middle-east

10)  http://heavy.com/news/2016/08/live-stream-livestream-donald-trump-foreign-policy-speech-isis-fight-plan-address-youngstown-ohio-rally-watch-online-youtube/

11)  http://www.politico.com/magazine/story/2016/06/stephen-miller-donald-trump-2016-policy-adviser-jeff-sessions-213992

12)  http://www.ontheissues.org/2016_CNN_GOP_Town_Hall.htm

13)  https://www.hillaryclinton.com/issues/combating-terrorism/

14)  http://www.newyorker.com/news/john-cassidy/what-sort-of-foreign-policy-hawk-is-hillary-clinton.

15)  http://www.cbsnews.com/news/joe-biden-hillary-clinton-scranton-pennsylvania/.

16)  https://www.brookings.edu/2016/08/12/why-hillary-clinton-wouldnt-be-a-foreign-policy-hawk-as-president/.

17)  http://www.nytimes.com/2016/04/24/magazine/how-hillary-clinton-became-a-hawk.html?ref=topics.

18) Hoover Institute talk: https://www.youtube.com/watch?v=gI55ecnIDRE.

19) BBC Hardtalk interview 08/08/2016.

[20] MSNBC “Good Morning Joe”: https://www.youtube.com/watch?v=O13kaQAg5KE