إن لمفهوم القوة عدة معانٍ مختلفة نتيجة لاختلاف الآراء والتعريفات بين المفكرين والباحثين، فضلاً عن اختلاف النظريات التي فسرت مفهوم القوة، إلا أن أغلب التعريفات التي تتناول مفهوم القوة تتمحور حول فكرة مفادها “أن القوة هي القدرة على التأثير في سلوك الآخرين”، أي إنها علاقة سلوكية بين طرفين يقوم أحدهما بالتأثير في سلوك الآخر رغبةً منهُ في تحقيق أهدافه خلال مدة زمنية محددة ومن خلال مجال معين، ومن هنا يمكن أن نحدد عناصر القوة وخصائصها بالآتي:

  • إن القوة وسيلة لتحقيق غاية ما.
  • إن التأثير الذي ينتج عن القوة لا يكون في اتجاه أو مجال واحد طوال الوقت.
  • القوة هي قيمة نسبية وليست مطلقة، إذ لا يمكن أن يكون هناك طرف قوي واخر ضعيف على الدوام.

مفهوم القوة الناعمة: (Soft Power)

منذ زمن غير بعيد بدأ السياسيون يتداولون مصطلحين جديدين هما (القوة الناعمة والقوة الصلبة). وازداد استخدامهما أكثر بعد الحراك السياسي والتغّيرات في المنطقة العربية، كما في ليبيا وتونس ومصر وبعض دول الخليج، وفي سورية، وبعد احتلال أفغانستان والعراق[1].

إن مصطلح القوة الناعمة لهُ جذور تأريخيه قديمة، إذ يُعد الفلاسفة الصينيون أول من نادوا باستخدام القوة الناعمة لتعزيز السلطة السياسية[2]، لكنْ مفهوم القوة الناعمة في الوقت الحالي صاغهُ أستاذ العلوم السياسية جوزيف ناي[3] العميد السابق لمدرسة جون كينيدي الحكومية في جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه، أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع. والقوة الناعمة أو الليّنة مصطلح سياسي حديث العهد، عرفه الفلاسفة والسياسيون القدماء بعدد من التعبيرات منها “التأثير، والإقناع، والثقافة، والأنموذج”[4].

تعدد حدود مفهوم القوة الناعمة، فقد عرفها جوزيف ناي بأنها “القدرة التي من خلالها يتم الحصول على النتائج التي يريدها المرء” [5]، بمعنى أنها قدرة طرف ما على التأثير والجذب تجاه الطرف الآخر دون استخدام أي شكل من أشكال العنف، ومن أجل الحصول على الأهداف أو النتائج التي يسعى لتحقيقها أحد الأطراف، فقد جاءت بعض التعريفات الأكثر شمولية لمفهوم القوة الناعمة، نتيجة التغير الذي حصل في الجوانب السياسية، والاقتصادية، والثقافية، ودخول عامل التكنولوجيا بشكل واسع ضمن الخطة الاستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة؛ مما دعا إلى إعادة النظر في ذلك المفهوم، حيثُ عُرّفت القوة الناعمة بأنها “القدرة على الحصول على ما تريد من طريق الجذب والإقناع والتعاون بدلاً من الإرغام واستخدام القوة المسلحة، او العقوبات الاقتصادية وسواها من اشكال الإكراه” [6].

لقد أفرزت التطورات السياسية التي شهدتها البيئة الدولية حقيقةً مفادُها، أن الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن أن تكون فاعلةً ومستمرة بالسيطرة والنفوذ على أنساق النظام الدولي عبر القوة العسكرية فقط[7]، إذ إنها لم تنتقل من القوة الصلبة إلى القوة الناعمة إلا نتيجة تحولات اشترطت عليها إعادة النظر باستراتيجية القوة التي وظفتها[8]، لذلك سعت هذه الدولة العظمى إلى تعظيم دور القوة الناعمة في تعزيز القدرات الاستراتيجية لها ودعمها، وأن هذه التعظيم للقدرات ليس وليد اللحظة وإنما نتيجة تراكم مؤشرات الدور العالمي الذي تضطلع به الولايات المتحدة، فضلاً عن المقومات التي تمتلكها من ثقافةٍ وقيم سياسية وسياسة خارجية، مما مكنها من أداء هذا الدور الفعال والشامل.

إن توظيف القوة الناعمة في الاستراتيجية الأمريكية لم يكن وليد اللحظة كما أشرنا، وإنما كان له توظيف في حقب مختلفة، ابتداءً من الحرب الباردة وما لعبته الاستراتيجية الأمريكية تجاه الاتحاد السوفياتي عبر استخدام القوة الناعمة المستندة إلى وسائل الإعلام وأدوات الدبلوماسية العامة، فضلًا عن المراتب العليا التي احتلتها في مجال التعليم والإنترنت والحاسوب وقبول المهاجرين والعمالة، “هذا كله ساعدها على أن تؤثر في الاخرين وتعظم من إمكانياتها على المستوى الدولي وتكون قادرة على تحقيق أهدافها دون اللجوء إلى الإكراه” [9].

          بعد انتهاء الحرب الباردة بدأت الولايات المتحدة مرحلة جديدة من مراحل إدارة النظام الدولي المستند إلى نظام القطب الواحد، وبعد ولاية الرئيس بوش الابن الثانية التي دعت بلاده إلى أن تغير من سياساتها التي ساهمت في نفور الكثير من المؤيدين بدلاً من جذبهم كما صرح به أغلب صناع القرار هناك، لذا اتجهت الولايات المتحدة إلى العمل الجاد في كيفية امتلاك رؤية جديدة لتوظيف القوة الناعمة من أجل تعويض الخسائر في المرحلة السابقة، فضلاً عن “الإخفاقات التي أصابت سياساتها خلال ولاية بوش الابن الثانية، لذلك شددت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس على التواصل، وأطلقت شعاراً جديداً يدعى بـ(المثالية العالمية) الذي كان يهدف إلى إشراك الاخرين بشكل فعال، والإصغاء إليهم وعدم التراجع عن الأهداف المثالية”[10].

ثم سعت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك إلى استمرار توظيف القوة الناعمة أثناء حكم الرئيس الحالي باراك أوباما، والابتعاد عن منطق القوة العسكرية واستخدامها، وهذا ما أكده أوباما خلال خطابه الذي ألقاه حين تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في العاشر من يناير – كانون الثاني عام 2009 [11]، وعمل على تطبيق سياسة القوة الناعمة على أرض الواقع من خلال تعزيز حكمه، ودعم التبادل العلمي وتشجيعه والتعاون في مجال الأبحاث، والسعي عبر تحقيق الأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن اتخاذ خيار الحوار مع النظام الإيراني، والتراجع عن ضرب سوريا، والدفع نحو الحوار لحل الأزمة.

بعد مرحلة 11 أيلول 2001 “نجحت الإدارة الأمريكية عبر منظريها -الذين كان أغلبهم من المحافظين الجدد- في استثمار هذه الفرصة وتوظيفها في خدمة أهدافها الاستراتيجية بدلاً من أن تكون عائقاً امامها كما تصور البعض” [12]، وأن الأحداث التي رافقت مرحلة ما بعد عام 2001 وفرت المناخ المناسب عبر التدخل عن طريق مبررات عديدة في منطقة الشرق الأوسط، كان من بين تلك المبررات مكافحة الإرهاب، والقضاء على القاعدة، وغيرها من المسميات التي ظهرت للساحة الدولية آنذاك.

حينما تولت إدارة الرئيس باراك أوباما الحكم بأسلوب مغاير لما كانت عليه إدارة الرئيس بوش الابن، فقد انتهجت أسلوباً استراتيجياً من ناحية تطبيق القوة الذكية (Smart Power) التي كانت بمنزلة عامل مساعد لتطبيق القوة الناعمة تجاه الشرق الأوسط، فكان من بين الأهداف الرئيسة للقوة الذكية هي [13]:

  1. تحقيق الانتعاش الاقتصادي عن طريق خطة اقتصادية تشمل حزمة حوافز لمواجهة الأزمة المالية والركود الاقتصادي الذي أصاب الاقتصاد الأمريكي، بعد أن استطاع الرئيس أوباما إقناع الكونغرس بالموافقة على خطة إنقاذ للأزمة المالية التي تبلغ كلفتها (825) مليار دولار.
  2. تأمين مصادر الطاقة، حيثُ أشار تقرير أعدّهُ مجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكية عام 2010 إلى أن السنوات الخمس عشرة المقبلة ستشهد صراعاً محتدماً على الطاقة، نظراً لتغيير موازين القوى العالمية واعتماد الكثير من الدول في صعودها على القوة الاقتصادية.
  3. مواجهة القوى والتكتلات الاقتصادية الكبرى من خلال توظيف الهيمنة الرضائية في السياسة الخارجية الأمريكية التي من خلالها يمكن إطالة أمد السيطرة الأمريكية إلى مدى أبعد.
  4. إنهاء عسكرة السياسة الخارجية وإعادة الاعتبار للقوة الناعمة، وهذا ما صرح به وزير الدفاع السابق روبرت غيس الذي دعا إلى تكريس المزيد من المال والجهد لتنمية القوة الناعمة، وقد أشار أيضاً إلى أن المؤسسة العسكرية وعلى الرغم من أنها تتمتع بقدرة هائلة فيما يتعلق بالقوة العسكرية إلا أن الركون إلى وزارة الدفاع بحجة قدرتها على تحقيق الأهداف لابد من أن يشوه صورة السياسة الخارجية الأمريكية.
  5. إدامة التفوق العسكري الأمريكي، إذ اتجهت الإدارة الأمريكية نحو إدامة تفوق القوات المسلحة، وتطوير خبراتها، وإعادة بعض التعديلات على تشكيلاتها، وحجمها، وتسليحها بغية التقليل من الإنفاق عن طريق بناء جيش ذكي وصغير الحجم يعتمد على الجانب التكنولوجي والبرامج المتطورة، وهذا من شأنه أن يخلق بيئة عسكرية ملائمة لأداء المؤسسة العسكرية التي من شأنها الحفاظ على الأمن القومي.

القوة الذكية تجاه الشرق الأوسط (نماذج مختارة):

إيران

أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال حملته الانتخابية وبعد وصوله إلى الرئاسة عن اعتماد مقاربة جديدة تجاه الملف النووي الإيراني تقوم على تأخير الخيار العسكري، وتقديم سياسة التفاوضات المباشرة للتعامل مع الأزمة، ويكون ذلك في إطار استراتيجية جديدة تبناها كأسلوب جديد لإدارة الملفات العالقة. جاءت رغبة إدارة الرئيس أوباما في توظيف القوة الناعمة تجاه إيران، نتيجة قراءة واقعية بعدم فعالية استخدام القوة الصلبة، فضلاً عن حسابات إقليمية واضحة مفادها أن اللجوء إلى الخيار العسكري ليس مجدياً، نظراً إلى تدني مؤشرات النجاح عند استخدام هذا الخيار، فضلاً عن أن توجيه ضربة عسكرية وقائية إلى المنشآت النووية لن تقدم سوى تأخير البرنامج النووي لسنوات أطول، وبالتالي جعل القوات الامريكية في أفغانستان والخليج العربي والعراق وجميع المصالح الأمريكية في المنطقة عرضة للخطر وأهداف انتقامية إيرانية.

لذلك عرض الرئيس باراك أوباما الدبلوماسية الذكية للتعامل مع الملف النووي الإيراني، وذلك عن طريق إجراء المفاوضات المباشرة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي، وهذا ما تم بالفعل بعد مفاوضات استمرت 18 شهراً وتم عقد الأتفاق في 15-7-2015 في ڤيينا، وبموازاة ذلك فقد أظهرت الولايات المتحدة إمكانية فرض عقوبات على إيران في حال فشل الاتفاق، إشارة إلى عدم استبعاد الخيار العسكري، لكن في آخر المطاف أبدى الطرفان من خلال المفاوضات سعياً جاداً لإنجاحها من طريق الرأي العام العالمي، فضلاً عن توجيه الخطابات فيما بينهم، وتذليل العقبات من أجل سير المفاوضات وتحقيق الأهداف المنشودة للطرفين.

تونس

اختارت الولايات المتحدة الأمريكية التعامل مع الثورة التونسية عبر ثلاث مراحل [14]:

اتسمت المرحلة الأولى لها تجاه الثورة التونسية بممارسة التعتيم الإعلامي على أحداث الثورة على الرغم من سلمية مظاهرها وتوافق مطالبها مع ما تنادي به الولايات المتحدة من تعزيز للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. أما المرحلة الثانية فتزامنت مع فشل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في إجراء الإصلاحات وقيامه بإنزال الجيش إلى الشارع وقمع المظاهرات، فبدأت الإدارة الأمريكية تطلق تصريحات مفادها أنها تحترم إرادة الشعب التونسي، أما المرحلة الثالثة فجاء خلاها إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وقوفها إلى جانب الشعب التونسي ودعمهِ لتمكينه من بناء نظام سياسي ديمقراطي قائم على أساس حرية التعبير والمشاركة السياسية وحقوق الإنسان.

مصر

سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في مصر المتمثلة بـ (حق مرور القوات البحرية الامريكية إلى قناة السويس، واستمرار اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وتعاون مصر مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب) [15]، وعليه فقد وظفت الإدارة الأمريكية الأداة الدبلوماسية تجاه التغيير في مصر، حيثُ صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن النظام المصري مستقر، ولديه فرصة للاستجابة إلى مطالب الجماهير، وشجعت الحوار بين الحكومة والمعارضة بهدف التوصل إلى اتفاق وتسوية سياسية، لكن سرعان ما اتسعت الاحتجاجات وتطورت المجريات على الساحة السياسية، فبدأت الولايات المتحدة بتغيير وجهة نظرها حيال التظاهرات مطالبة بانتقال سلمي للسلطة إلى عمر سليمان (نائب الرئيس) ولكنها أدركت أن هذا الخيار مرفوض من قبل المحتجين، فقررت البحث عن بديل آخر يشكل ضمانة للمصالح الأمريكية لذلك بدأت بإجراء اتصالات مكثفة مع المعارضة المصرية ولاسيما (الإخوان المسلمين) بهدف تأمين مصالحها لمرحلة ما بعد حسني مبارك.

كان الاتفاق الأمريكي الضمني مع قيادات الإخوان المسلمين يقضي “بأن تؤمن الولايات المتحدة وحُلفاؤها الدعم السياسي والاقتصادي للأنظمة الإسلامية الجديدة بهدف تمكينهم داخلياً، مقابل الحفاظ على اتفاقيات السلام مع إسرائيل واحتواء المتشددين” [16]، وقد ارتكزت إدارة الرئيس أوباما إلى رؤية براغماتية تقوم على تطوير علاقات قوية مع القوى الإسلامية في معظم بلدان ما يسمى بالـ (الربيع العربي).

ليبيا

تبنت الإدارة الأمريكية خيار رحيل الرئيس الليبي معمر القذافي، وتأتي هذه الرغبة من أجل السيطرة على النفط والغاز الليبي، لتأمين مصادر الطاقة إلى أوروبا، الأمر الذي سينعكس على تماسك حلف الناتو وتفعيل مهامه الاستراتيجية مستقبلاً، فضلاً عن أنه سيؤدي إلى قطع الطريق أمام القوى المنافسة في هذه المنطقة، ولاسيما الصين التي سمح لها القذافي بدخول شركاتها إلى قارة إفريقيا من خلال البوابة الليبية، حينما نجحت الصين بالحصول على استثمارات هائلة للطاقة في مدينة بنغازي حيث يقدر عدد العاملين في قطاع الطاقة الليبية 30 الف صيني، فدخول الولايات المتحدة تجعلها اقل قدرة على منافستها في ظل عالم يتسم بالتحول.[17]

          قررت الولايات المتحدة اعتماد استراتيجية القوة الذكية لإضعاف قدرات النظام الليبي وذلك عن طريق اعتماد أربع آليات:

  1. توظيف وسائل القوة الناعمة الأمريكية لتدريب الناشطين الليبيين وتمويلهم.
  2. شن حملة دبلوماسية لعزل نظام القذافي أو تطويقه إقليمياً ودولياً تمهيداً للإطاحة به.
  3. توظيف تكتيك القيادة من الخلف.
  4. تقديم المساعدات والحوافز لإعادة إعمار ليبيا.

سوريا

لقد أوضحت مجريات الأحداث بعد عام 2011 في سوريا بأن هناك أطرافاً دوليةً تقف على خط الصراع إلى جانب النظام السوري الحالي وهذه الأطراف تتمثل بـ (روسيا، والصين، وإيران) وبخلفيات جيوستراتيجية عكستها تصريحات وزيري الدفاع الروسي والصيني، وعليه “فإن استقراء واقع الصراع في سوريا دفع الولايات المتحدة إلى استبدال الخيار العسكري المباشر لإسقاط نظام الأسد وذلك لعدة أسباب”[18]:

  1. وقوف كل من روسيا والصين إلى جانب النظام في سوريا واستخدامهما لحق النقض (الڤيتو) في مجلس الأمن ضد أي مشروع يُجيز التدخل العسكري الأمريكي في سوريا.
  2. خشية صناع القرار في الولايات المتحدة من أنحراف المهمة أو السقوط في المستنقع السوري كما هو الحال في حرب العراق وأفغانستان.
  3. السياسة المالية التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول الرئيس باراك أوباما تعتمد على استراتيجية ذكية غير عسكرية تتلاءم مع قيود الأزمة المالية عام 2008.
  4. وجود عوامل موضوعية تتمثل بانتماء الرئيس أوباما إلى الحزب الديمقراطي الذي يُرجح السياسة الداخلية على السياسة الخارجية، ولا يُحبذ توظيف القوة العسكرية.

وبناءً على ذلك توصلت الولايات المتحدة مع حُلفائها إلى رؤية مشتركة ترتكز إلى عدم التدخل العسكري في سوريا، لأنه مكلف وينطوي على تطورات وتبعات كبيره، فعملت على ارهاق نظام الأسد واستنزافه إلى حين سقوطه، وذلك عن طريق توظيف أدوات القوة الذكية التي هي كالاتي:

  1. الدعوة إلى التحول السياسي: دعت الولايات المتحدة بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة نزولاً عند رغبة الشعب، وأعلنت أنها لن تفرض التحول في سوريا، بل ستدعم الجهود الرامية إلى إقامة دولة ديمقراطية تتسع للسوريين جميعاً.
  2. فرض العقوبات الاقتصادية.
  3. شن حملة دبلوماسية لعزل سوريا إقليمياً ودولياً.
  4. تسليح المعارضة السورية والتنظيمات المسلحة “المعتدلة” كما أسمتها، وذلك على وفق مبدأ توزيع الأدوار.
  5. توظيف تكتيك بالإنابة والاستعداد للمرحلة الانتقالية.

وعلى وفق ذلك فإن الولايات المتحدة حين توظيفها للقوة الذكية تجاه سوريا فأنها تسعى إلى تحقيق أهداف أخرى غير معلنة، فهي تعمل على استنزاف قدرات سوريا والقوى الداعمة لها، وتفكيك الدولة السورية من خلال استراتيجية العداءات بين مكونات المجتمع السوري، فضلاً عن تحويل سوريا إلى كيان هشٍ ودولةٍ ضعيفة تُسهم في عدم تحولها إلى مصدر تهديد لإسرائيل.

المصادر:


[1] – القوة الناعمة والقوة الصلبة، جريدة النور، العدد 729، 20-7-2016.

[2]http://www.xendan.org/arabic/drejaWtara.aspx?NusarID=1&Jmara=144

[3]https://en.wikipedia.org/wiki/Soft_power

[4]cairodar.youm7.com/506013/ما-هو-مفهوم-القوة-الناعمة؟

[5] – نقلاً عن: محمد حمدان، القوة الناعمة وإدارة الصراع عن بُعد، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، الطبعة الأولى، 2013، ص 23.

[6] – محمد حمدان، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، مصدر سبق ذكره، ص 23.

[7] – عمار حميد ياسين، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد، 10-3-2016.

[8] – محمد حمدان، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، مصدر سبق ذكره، ص 5.

[9] – عمار حميد ياسين، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، مصدر سبق ذكره.

[10] – المصدر نفسه.

[11]https://www.youtube.com/watch?v=tmMSRcIcMDc

[12] – عمار حميد ياسين، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، مصدر سبق ذكره.

[13] – المصدر نفسه.

[14] – عمار حميد ياسين، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، مصدر سبق ذكره.

[15] – المصدر نفسه.

[16] – عمار حميد ياسين، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، مصدر سبق ذكره.

[17]http://arabic.people.com.cn/102267/102272/7578034.html

[18] – عمار حميد ياسين، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، مصدر سبق ذكره.