منذ سقوط الموصل، ومنتقدو العراق يقولون أنه لم يعد هناك شيء يمكن اعتباره قوات أمن عراقية. ومن الواضح أن ذلك محض هراء، ومن يروج له يدرك تماماً أنه هراء. إنهم مدفوعون بدافع الشماتة – ورغبة حمقاء للسخرية من العراق خلال معاناته.

إن قوات الأمن العراقية تقاتل وتنتصر في مواقع عديدة على الخارطة، وتقف بمواجهة تنظيم داعش على أطول جبهة أكثر من أي قوة مسلحة اخرى، الا أن قوات الأمن العراقية قد عانت من خسائر كبرى أكثر من أي قوات أخرى في مواجهة تنظيم داعش، كما كانت تقاتل الجهاديين السلفيين لأكثر من عشر سنوات بشكل متواصل. ولا تزال تلك القوات الآن تستعيد عافيتها بشكل متنامٍ. على أولئك الذين يسخرون من قوات الأمن العراقية أن يضعوا في الحسبان أن العراق سيسترد قوته، وأن العراقيين لديهم ذكريات طويلة.

وبينما يعيد العراق بناء قواته العسكرية، من المهم جدا تشخيص المشكلة التي يجب معالجتها بشكل صحيح.  إن تحديد الأعراض الأخرى للسبب الرئيس للهزيمة التي منيت بها قوات الأمن العراقية هو فشل القيادة السياسية والعسكرية. تنبع جميع المشاكل العسكرية في العراق من فشل القادة في استباق الأزمات، والتخطيط لها، وتخصيص الموارد، ومكافحة الفساد. وقد أخبر ضابط في الجيش العراقي، المؤلف، بعد سقوط الموصل ما يلي: “ليس هذا مجرد فشل للجيش، بل فشل للحكومة.”

غير أن القيادة الشجاعة والذكية يمكنها إصلاح الكثير من المشاكل العسكرية في العراق أيضا.  يمكن للقادة السياسيين والعسكريين العراقيين العمل بشكل جاد للحفاظ على التعاون مع الشركاء في الأمن الدولي، للانتصار في الحرب الحالية ضد تنظيم داعش. كما يمكن للقادة السياسيين العراقيين الاستمرار في إعادة رفد الجيش بالجنود مع توفير القيادة النظامية القادرة. ويمكن أيضا للقادة السياسيين والعسكريين دفع الإصلاحات لمكافحة الفساد الحقيقي والتطبيق الصارم للقوانين العسكرية. يمكن للقادة الأذكياء مقاومة الضغط لبناء مؤسسات جديدة،  ودعم تطوير المؤسسات الحالية مثل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية. يمكن للقادة المستبصرين استكمال ما تبقى من هذه الحرب ضد تنظيم داعش، بطريقة من شأنها أن تدعم المصالحة الوطنية، وذلك باستخدام أدوات مثل اللامركزية في صنع القرار على المستوى المحلي للأمن والتجنيد.

يقف العراق الآن على مفترق طرق،  والخيار بسيط جداً، هو اختيار الأشخاص المناسبين لتولي مسؤولية الأمن ومنحهم الصلاحيات والموارد المناسبة، أو أننا سنشهد المزيد من التدهور في استقرار العراق ووحدته.

لقراءة المزيد اضغط هنا