ثورولد باركر في دافوس، مات برادلي في لندن

ترك هبوط أسعار النفط الحكومة بحاجة ماسة للحصول على مساعدة خارجية

صرح رئيس الوزراء حيدر العبادي بأنه يأمل بأن يحصل العراق على 6 الى 7 مليار دولار على شكل قروض من صندوق النقد الدولي، في الوقت الذي ادى فيه تراجع أسعار النفط الى ترك الحكومة بحاجة ماسة للمساعدة الخارجية لتمويل الحرب المكلفة ضد داعش. قال السيد العبادي، الذي تحدث الجمعة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس  سويسرا، بأن النفط الخام العراقي يباع بسعر 22 $ للبرميل، أي أقل من نصف ال 45 $ للبرميل، وهو السعر الذي حدد للنفط في ميزانية العراق لعام 2016. قال السيد العبادي. “العراق ينفق ما لا يقل عن نصف السعر كتكلفة لإنتاج النفط”. واضاف “انه لمن المستحيل إدارة البلاد، لنكون صادقين معكم، فالحفاظ على الجيش، وعلى فرص العمل، وعلى الاقتصاد صعب جدا” في تعليق حول الانخفاض في عائدات النفط. “لقد ضُربنا ، في الحقيقة كنا نتوقع شيئا مثل هذا ولكنه كان مفاجئة للجميع فقد كان انخفاضاً حاداً”.

وقال كريستيان جوزس، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في العراق للوول ستريت جورنال بأن الصندوق “ليس على علم بأي طلب مالي”. واضاف “نحن لم نبدأ التفاوض حول ترتيب مالي. حالما سيتم طلب ذلك، فنحن سننظر له بالتأكيد” ومع ذلك، بدأ العراق ببرنامج ما يسمى بمراقبة الموظفين مما سيسمح للصندوق بمساعدة بغداد في صياغة ميزانية موثوقة ضمن إطر السياسات الاقتصادية بهدف تمهيد الطريق للحصول على تمويل من صندوق النقد الدولي. قال السيد جوزس، هذا البرنامج سيساعد “العراق على بناء سجل للانتقال إلى ترتيب مالي جديد”. في حين أن انخفاض أسعار النفط قد يضر بالاقتصادات المعتمدة على الموارد النفطية في جميع أنحاء العالم، يواجه العراق خطر اخر متمثلاً بالحرب ضد داعش، وهي جماعة متطرفة تسيطر على ثلث البلاد تقريباً منذ عام 2014. حتى في الوقت الذي يخوض فيه السيد العبادي حرباً ضد التنظيم بدون مساعدة من القوات البرية الأمريكية، الا انه لا يزال يواجه اعتداءات موازية من النقاد الداخليين حول ملفات الفساد المنتشر في اروقة الدولة. وتراجعت بغداد عن خطة إصدار ملياري دولار على شكل سندات العام الماضي بعد أن قررت أن مطالب المستثمرين مرتفعة جدا.

في مقابلة أجريت معه، قال السيد العبادي انه يشك في أن تنخفض أسعار النفط الى 10 $ للبرميل، وهو أقل من تكلفة الانتاج في العراق، بدلا من ذلك يبدو أن رئيس الوزراء مملوئ بالامل من أن الأسعار قد ترتد الى 50 $ في وقت لاحق من هذا العام.

قال رئيس مجلس الدولة “من مناقشاتي هنا، يميل الناس من ذوي الصلة بأسعار النفط إلى الاعتقاد بأن الاسعار قد ترتفع إلى 50 $ للبرميل” واضاف “اذا ما استمر السعر كما هو، فنحن في ورطة. هل يمكن أن تنخفض إلى أقل من 20 $؟ هذا غير ممكن. أيمكن ذلك؟”

وضع السيد العبادي خطة حكومية لمواجهة العجز الذي زاد عن أكثر من الـ 20 مليار دولار التي قدرت في ميزانية 2016 التي أقرها البرلمان العراقي. تأمل الحكومة في الحصول على 7 مليار دولار كعائدات سندات من صندوق النقد الدولي ، وسحب نحو 7 مليارات من احتياطي العملات في البنك المركزي العراقي، واقتراض 7 مليارات اخرى من المصارف العراقية.

ان امل الحكومة العراقية في الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي قد يستغرق بعض الوقت وقد التزم المقرض الدولي إلى برنامج غير رسمي لرصد الموارد المالية للبلاد لايجاد وسيلة لتنظيم الميزانية ، ان هذا الجهد الذي من المقرر أن يستمر حتى كانون الاول، هو مقدمة لأية مفاوضات حول قرض صندوق النقد الدولي. أعلن صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي. ان البرنامج يهدف إلى “إنشاء سجل يبين مصداقية السياسة المالية لتمهيد الطريق لترتيب تمويل الصندوق”

ولكن السيد العبادي حذر من أن الاستراتيجية سوف لن تكون قابلة للتطبيق إلا إذا استقرت أسعار النفط مرة أخرى على 45 $ للبرميل، واضاف “هذه خطتنا الأصلية يجب أن يكون هذا كافيا بالنسبة لنا “. “مع الهبوط الحالي في الأسعار، نحن بحاجة إلى أكثر من ذلك.” اعترف السيد العبادي بأن أسوأ عبأ على ميزانية العراق هي البيروقراطية المتضخمة. قال رئيس الوزراء بأن الحكومة بحاجة الى أقل من ثلث هؤلاء العمال، فكثير منهم يعرف ب “العمال الزائفين” لأنهم لا يفعلون اي شيء سوى جمع رواتبهم، ولكن إستهدافهم من شأنه أن “يزيد من عدم الاستقرار” وسيكون بمثابة بدء “حرب أخرى”.

ومع ذلك يأمل السيد العبادي بتقليص البيروقراطية كجزء من حزمة واسعة النطاق من الإصلاحات التي أعلن عنها في العام الماضي ردا على الاحتجاجات الشعبية على تردي الخدمات الحكومية. صرح السيد العبادي بأنه قد استغنى بالفعل عن 123 مسؤول حكومي رفيع المستوى من الذين عليهم تهم بالفساد كما وقام بمقاضاة وزير سابق.

لكنه قال ان مكافحة الفساد ستستغرق وقتا طويلا. “في الماضي، كان الفساد من الأعلى إلى الأسفل اما الآن فالفساد منتشر في كل مكان فهو يتحرك أفقيا “. واضاف “اعتقد بأنه ولسنوات عديدة لم يقم أحد بأي شيء حيال ذلك، قبل كثيرون بأنه شيء طبيعي وأصبح جزءً من الثقافة”.


ثورولد باركر في دافوس، سويسرا، صحفي مختص بالشؤون المالية في الوول ستريت جورنال

مات برادلي في لندن، صحفي مختص بشؤون الشرق الاوسط في الوول ستريت جورنال


 

ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .

 

المصدر:

http://www.wsj.com/articles/prime-minister-haider-al-abadi-says-iraq-plans-to-seek-imf-loans-1453506033