BBC ، قسم الشرق الأوسط .

حقق تنظيم الدولة الإسلامية  بعض المكاسب الإقليمية الرئيسة في جنوب غرب سوريا في عام 2015 ، لكنهم فقدوا العديد من المدن الرئيسة في العراق، وكذلك أجزاءً من حدود سوريا الشمالية مع تركيا.

رمى التقدم السريع للمسلحين المتشددين المنطقة في حالة من الفوضى في عام 2014، وأدى إلى شن  التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية على أهداف في العراق، في آب 2014، وفي سوريا بعد شهر من ذلك. كما أعلن التنظيم الجهادي، الذي يضم مقاتلين من كل أنحاء العالم قيام “الخلافة” – وهي دولة إسلامية تمتد من حلب في سوريا إلى محافظة ديالى في العراق.

1

كما بدأت روسيا تنفيذ ضربات جوية في سوريا في ايلول 2015 بعد أن طلب مساعدتها، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يتشبث بالسلطة رغم أكثر من أربع سنوات على الحرب الأهلية.

2

كم عدد الضربات الجوية التي تم تنفيذها؟ وما هي الأهداف؟

شنَّت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر من 6000 ضربة جوية ضد أهداف في العراق منذ بدء حملتها في 8 آب 2014. كما شنت المملكة المتحدة أولى ضرباتها الجوية في العراق يوم 30 أيلول 2014.  أما في سوريا المجاورة، فقد نفذت الولايات المتحدة، بالاضافة الى البحرين والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، أكثر من 3000 ضربة جوية على المناطق التي يسيطر عليها  تنظيم الدولة الاسلامية منذ 22 أيلول 2014. كما بدأت فرنسا الضربات الجوية ضد التنظيم  في سوريا في ايلول 2015، وشنت المملكة المتحدة أولى غاراتها الجوية ضده في سوريا في كانون الاول 2015.

3

4

ومع أن روسيا ليست جزءً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لكن طائراتها بدأت شن غارات جوية في سوريا يوم 30 أيلول 2015، وكذلك إطلاق صواريخ من سفن حربية في بحر قزوين. ويصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن قواته تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، إذ تقول وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت عشرات الأهداف في محافظات حمص وحماة واللاذقية وإدلب. مع هذا تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها أن العديد من الضربات استهدفت مناطق ليس لتنظيم الدولة الاسلامية تواجد كبير فيها، وإنما هي مناطق لجماعات المعارضة السورية التي تشكل تهديداً للرئيس الأسد.

ما هي البلدان المشاركة في الغارات الجوية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة؟

حتى الآن، شنت الطائرات الأمريكية معظم الغارات الجوية التي قامت بها قوات التحالف في سوريا. وقد لعبت دول أخرى أكثر من دور في العراق، ولكن مساهماتها لا تزال تتضاءل أمام مساهمة الولايات المتحدة. ويقول وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن غارات سلاح الجو الملكي قد قتلت حوالي 330 من مقاتلي التنظيم منذ 2014.

 5

 

المقاتلين الأجانب

تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن عديد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية يصل الى 31،000 في المنطقة، وكثير منهم من الأجانب.

6

وتشير الأرقام الصادرة عن المركز الدولي لدراسة التطرف، ومقره لندن، ومجموعة صوفان ومقرها نيويورك، أن حوالي 20،000 مقاتل من أكثر من 80 دولة قد سافروا الى سوريا والعراق للقتال مع الجماعات المتطرفة. كما تشير الأرقام الى أنه في حين أن ربع المقاتلين الأجانب هم من الغرب، فإن الأغلبية هم من الدول العربية المجاورة مثل تونس والسعودية والأردن والمغرب.

7

المعارك

حققت القوات العراقية تقدما بطيئاً في جهودها الرامية إلى إستعادة مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، التي استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية  في آيار. وقال مسؤولون أمنيون في كانون الاول عام 2015، أن القوات العسكرية ومقاتلي العشائر السنية سيطروا على العديد من المناطق، ويتأهبون لاستعادة السيطرة على مركز المدينة.

8

كما قامت الطائرات الفرنسية، عقب هجمات باريس في 13 تشرين الثاني 2015، بشن سلسلة من الغارات الجوية على مدينة الرقة السورية، عاصمة الخلافة المزعومة.

وعلى الرغم من صعوبة الحصول على المعلومات حول الهجمات، إلا أن المجموعة الرئيسة التي ترصد الحالة، تقول أن الرقة تُذبح بصمت، ولم يظهر للضربات الجوية أي تأثير كبير.

معركة تكريت

احتل تنظيم الدولة الاسلامية مدينة تكريت لمدة ثمانية أشهر قبل أن تتمكن الميليشيات الشيعية من استعادت المدينة في نيسان. وقد أعلنت الحكومة العراقية عن هذا “الانتصار الرائع” بعد عملية استمرت شهراً كاملاً.

9

الأهمية الاستراتيجية لمدينة كوباني

كانت مدينة كوباني الكردية، على الحدود بين سوريا وتركيا ساحة معركة أخرى. وقد اضطر الآلاف من السكان إلى الهرب الى تركيا خوفاً من القتال، بينما استهدفت الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي مقاتلي  تنظيم الدولة الاسلامية. وبعد أشهر من القتال، ذهب ضحيتها نحو 1600 شخص، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في كانون الثاني 2015 أن القوات الكردية تسيطر على 90٪ من المدينة.

وفي حزيران 2015، أعلن مقاتلون أكراد، معروفون باسم وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) سيطرتهم على تل أبيض، وهي بلدة حدودية إلى الشرق، من تنظيم الدولة الاسلامية، واعتبرت هذه الخطوة المفتاح لتأمين الطريق الرئيس لجنوب لمقرات التنظيم في الرقة. كما امتدت مكاسب وحدات حماية الشعب الكردي أيضا الى شمال البلاد.

10

آثار تدمر القديمة

 كانت مدينة تدمر هي الهدف الآخر الذي استولى عليه المتشددين. ويوجد في المدينة موقع تعتبره اليونسكو من ضمن قائمة التراث العالمي، حيث قام التنظيم في آيار 2015 بتدمير عدد من القطع الأثرية الأكثر شهرة بما فيها اثنين من المعابد الرئيسة وثلاثة أبراج جنائزية. وقد شنت الطائرات الحربية السورية سلسلة من الهجمات على مواقع للتنظيم باستخدام الأسلحة المقدمة من حليفتها روسيا، في شهر أيلول.

11

البنية التحتية

استهدف تنظيم الدولة الإسلامية عدداً من السدود العراقية خلال المراحل المبكرة من التقدم، في نيسان 2014، واستولى على منشأة كبيرة في الفلوجة. ثم احتل التنظيم سد الموصل في آب 2014، قبل أن تجبره الغارات الجوية الأمريكية على الخروج في وقت لاحق من هذا الشهر. وقد هاجم مقاتلو التنظيم  ثاني أكبر سد في البلاد في حديثة، ولكن القوات العراقية تمكنت من تأمين المنطقة في أيلول 2014.

 السدود الرئيسة

12

كما تمكن التنظيم أيضاً من السيطرة على جزء كبير من البنية التحتية للنفط في العراق وسوريا. وقد لعبت هذه المصافي والحقول النفطية دوراً حيوياً في تمويل الوحدات العسكرية وتوفير الدخل للتنظيم. وفي تشرين الاول 2015، كثف التحالف هجماته على هذه المواقع في عملية موجة المد، في محاولة لالحاق الضرر بقدرات التنظيم، وتم شن هجومين منفصلين في سوريا استهدفا قوافل ناقلات النفط – بعد إسقاط منشورات لتحذير السائقين المدنيين.

 البنية التحتية للنفط في سوريا والعراق

13

اللاجئين

14

وقد فر أكثر من أربعة ملايين شخص الى الخارج هرباً من القتال في سوريا. ذهب أكثرهم إلى لبنان وتركيا ، فيما ذهب عدد كبير منهم أيضاً الى العراق. وقد شكل اللاجئون السوريون ضغطاً على الخدمات المحلية والبنية التحتية في العراق  الذي يعاني اصلاً وعليه أن يتعامل مع عودة العديد من اللاجئين العراقيين من سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، تقدر الأمم المتحدة أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين عراقي أجبروا على مغادرة منازلهم هرباً من الصراع، وهم نازحين داخل البلاد أو خارجها. وقد حاول بعض من أولئك الفارين من سوريا الوصول إلى أوروبا، في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط ​​من تركيا وليبيا، وأسهم تدفق المهاجرين واللاجئين في الأزمة المتفاقمة في جميع أنحاء أوروبا.


المصدر :

http://www.bbc.com/news/world-middle-east-27838034