كتب أسامة بن لادن في عام 2002، رسالة وجهها إلى زعيم طالبان الملا عمر، وجاء فيها «تعتبر الحرب الإعلامية واحدة من أقوى الأساليب؛ وقد تصل نسبتها إلى 90 ٪ من إجمالي الإعداد والاستعداد للمعارك .”  وبعد ثلاث سنوات، كرر خليفته الظواهري هذا الكلام، مدعياً أن “تنظيم القاعدة يخوض معركة إعلامية لاستمالة قلوب وعقول الأمة».  وبينما عادة ما تكون أوجه الشبه بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية خاطئة – من حيث عشرات الآلاف من المقاتلين، وفتوحات الأراضي والقدرات العسكرية القوية التي لا يمكن أن تتساوى مع  أعمال مجموعة إرهابية_ إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية يدين بوجوده بشكل لا يمكن إنكاره، الى الوسائل الإعلامية لتنظيم القاعدة ودوره في الإستراتيجية الشاملة لتنظيم الدولة الاسلامية.

يستخدم الجهاز الإعلام وسائلاً متطورة لتعميم الدعاية، وقد أثبتت فعاليتها في تجنيد المقاتلين، والعمل كمصدر إلهام لشن الهجمات والحرب النفسية على الأعداء، سواءً كانو من صانعي القرار أو من المدنيين، قريبين أو بعيدين. يمكن أن يساهم التدخل العسكري في الأراضي المحتلة في احتواء تنظيم الدولة الاسلامية وليس القضاء عليه نهائيا، ذلك أن أتباعه المتطرفين من جميع أنحاء العالم يأتون لتبادل ونشر طموحاتهم الخالدة، ومواصلة عملية الانضمام إلى صفوفه. ومن غير المرجح هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية من دون حملة اتصالات للطعن في أيديولوجيته، وتقديم رواية بديلة يمكن أن تعطل تكتيكات التجنيد والتخويف. يقدم هذا التقرير تحليلا موجزاً للآلة الدعائية لتنظيم الدولة الإسلامية، وتحليلاً توجيهياً عن الخيارات المتاحة لمواجهة نفوذه.