أ.د.نظير الأنصاري

تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من شحة المياه [4،3،2،1] إذ لا تتعدى معدلات هطول الأمطار السنوية أكثر من 166 ملم [2] وتحوي هذه المنطقة على أجزاء جافة جداً أو جافة وشبه جافة [5] وهناك 12 دولة من دول هذه المنطقة لا تتعدى حصة الفرد الواحد فيها من المياه ما مقداره 500 متر مكعب سنوياً[6،7،8].

المياه الحلوة ضرورية لإدامة الحياة والتقدم الاقتصادي والاجتماعي ولها الأثر الكبير في الاستقرار السياسي للمنطقة [9]. ومن المعروف إنّ متراً مكعباً واحداً من المياه يكفي لأغراض الشرب لشخص واحد لمدة عام كامل وإنّ هذه الكمية نفسها يمكن أن تنتج كيلو غرام واحد من الحبوب عندما تستخدم لأغراض الري في المناطق الجافة [10]، وعلى هذا الأساس تبرز الأهمية الكبرى لإدارة الموارد المائية للوصول إلى المجتمع المستدام [9]. ونظراً لكون الزراعة تستهلك ما لا يقل عن 66% من مصادر المياه [11] وعلى هذا الأساس فإن مشكلة شح المياه لا يمكن معالجتها بصورة ايجابية من بدون النظر بشكل جدي ودقيق إلى الزراعة في المنطقة [12] وكمثال على ذلك فإن تحويل 10% من المياه المستخدمة للأغراض الزراعية سيزيد 40% من الحصة المائية للأغراض المحلية أو البلدية في الأردن، كما ويعتقد البعض أن الحفاظ على المياه التي لا تقدر بثمن هو أحسن من استخدامها للزراعة ويمكن تلافي النقص في الزراعة باستيراد المواد المطلوبة [13]. هناك العديد من دول المنطقة التي تحاول بطرق شتى الاكتفاء الذاتي من الغذاء بغض النظر عن استهلاك المياه الشحيحة مما يحتم عليها أن تعدل برامجها هذه [14] والمشكلة متفاقمة بشكل كبير مما يجعل عدم إمكانية الدول منفردة على حل هذه المشكلة [12] إذ إن الزيادة في الطلب على المياه كبيرة جداً مما يتوجب إعادة توزيع الحصص المائية وخاصة تلك المنطقة المعروفة بالزراعة [3].

لقراءة المزيد اضغط هنا