ياسين مجيد | باحث وكاتب في الشؤون الإقليمية.

   تعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي حدثاً سياسياً أستثنائياً في ظل التحولات الدولية والاقليمية ، وما زاد في أهمية الزيارة التي تعتبر الثانية للرئيس بوتين خلال ثمانية أعوام انها تجاوزت البرتوكول الذي يلتزم به زعماء الدول الكبرى لاعتبارات كثيرة حيث توجه الرئيس بوتين من المطار مباشرة للاجتماع بالمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله السيد على خامنئي ، وقد استغرق اجتماع القمة بين المرشد الاعلى والرئيس الروسي على مدى ساعتين ، وهي رسالة اضافية أعطت للزيارة زخماً سياسياً ضاعف في اهمية الزيارة التي ستشكل في (شكلها ومضمونها) فاصلا بين مرحلتين سواء لجهة العلاقة بين إيران وروسيا او على مستوى مايجري من تحالفات اقليمية ودولية تتحرك بشكل متسارع وترسم صورة لعالم متعدد الاقطاب ونهاية حقبة القطبية الاحادية التي سادت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 .

  وكان الرئيس بوتين قد حرص على توجيه رسائل سياسية بامتياز قبل ان يتوجه إلى طهران ، فقد اصدر قراراً يقضي بموجبه رفع الحظرعلى تصدير التكنولوجيا النووية لإيران وبما يتيح لروسيا بيع وتسليم إيران مواد وتجهيزات تساعد في تحديث منشأة فوردو ومفاعل اراك النوويين ، كما اجازت روسيا استيراد اليورانيوم المخصب من إيران بكمية تزيد على 300 كيلوغرام مقابل تسليم إيران اليورانيوم الطبيعي ، كما اعلن السفيرالإيراني في موسكو مهدي صانعي ان روسيا بدأت باجراءات تزويد إيران بمنظومة صواريخ مضادة للصواريخ والطائرات .

   واذا كان تخطي الرئيس بوتين للبروتوكول في زيارته إلى طهران قد أعطى للزيارة رمزية لافتة ، فأن ثناء المرشد الاعلى على سياسات بوتين كان بمثابة رسالة استثنائية ايضاً ، وهو ثناء يتعدى المجاملات السياسية ذلك ان المرشد باعتباره مرجعاً دينياً فانه يعتبر المجاملات كذباً وحراماً من الناحية الشرعية ، وبما يعني ان المرشد الاعلى الذي أختار وبدقة متناهية عبارات الثناء على سياسات رئيس دولة عظمى ازاء عدد من القضايا المهمة انما كان يوجه في الواقع رسائل سياسية لكل من يهمه الامر اقليمياً ودولياً.

   لقد خاطب المرشد الرئيس بوتين بالقول ( ان قرارات واجراءات روسيا في الموضوع السوري اسهمت في زيادة المصداقية الاقليمية والعالمية لروسيا والرئيس بوتين شخصياً ، معرباً عن شكره للجهود الروسية في المفاوضات النووية ومشيداً بالدور الروسي في مواجهة السياسات الاميركية بالقول ان مواقف الرئيس بوتين كانت جيدة جداً ومبدعة ، وخاطب المرشد بوتين في اشادة قوية ثانية بالقول ( ان الاميركيين يحاولون دائماً دفع منافسهيم إلى الانفعال لكنكم افشلتم هذه السياسة ).

  وبعيداً عن خفايا ما دار في اجتماع القمة ، فان قراءة متأنية في تصريحات المرشد خامنئي والرئيس بوتين يتبين :

  اولا : الشراكة الاستراتيجية : إن قمة طهران شكلت حجر الزاوية لبناء شراكة ستراتيجية بين دولة عظمى تستعيد بقوة عافيتها ودورها المفقود لما يقرب من عقدين من الزمن مع دولة اقليمية ناهضة اثبتت عملياً قدرتها في تجاوز الصعوبات والتحديات الخطيرة على مدى ثلاثة عقود وتحولت إلى دولة تقف بالند مقابل القوى العظمى وحجزت لها مقعداً مهماً في لعبة الصراع بين الكبار، وهو ماظهر جلياً في المفاوضات الصعبة التي استمرت لما يزيد على عقد من الزمن حول البرنامج النووي الإيراني التي انتهت بتوقيع اتفاق فينا .

  وربما يتوهم البعض فيعقد مقارنة بين قمة طهران واجتماع الرئيس الاميركي فرانكلن روزفلت وعبد العزيز آل سعود عام 1945 الذي وضع اساس العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ، وهي مقارنة تختلف جوهرياً مع اجتماع طهران من حيث الشكل والمضمون ، فالملك السعودي توجه مع حاشيته وبما يشبه الاستدعاء بحراً من مدينة جدة على متن المدمرة الاميركية (يو.أس. أس. ميرفي) إلى البحيرة المرة في منتصف قناة السويس ليلتقي مع روزفلت على متن المدمرة الاميركية (كوينسي) وقد تم خلال الاجتماع الاتفاق على ان تحصل الولايات المتحدة على ماتريده من النفط مع التزام بالمساعدة  ازاء الهجرة اليهودية إلى فلسطين في مقابل ان تضمن واشنطن الأمن للسعودية .

  ثانيا : الرؤية المشتركة : إن علاقة الشراكة بين طهران وموسكو في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية تقوم على اساس رؤية بعيدة المدى ومصالح متبادلة وتحديات مشتركة وليس علاقة تبعية كما هو حال علاقة غالبية دول المنطقة مع الولايات المتحدة ، وحسب هذه المعادلة الجديدة ، فقد تمكنت طهران وموسكو خلال فترة زمنية قياسية من تجاوز أزمات الماضي، حيث كانت العلاقات الثنائية بين البلدين تتسم ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالتوتر تارة حين وصلت إلى ذروتها ابان الغزو السوفيتي لافغانستان عام 1979 واثناء اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 ، والفتور تارة اخرى في مرحلة ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، ومع ان العلاقات الإيرانية – الروسية شهدت تحسناً ملحوظاً في عهد الرئيسين محمد خاتمي واحمدي نجاد ، لكن تفشي ظاهرة التطرف والارهاب في المنطقة العربية والاسلامية بالتزامن مع مرحلة ما اطلق عليه تسمية الربيع العربي ، ساهم بدرجة كبيرة في تقريب وجهات النظر بين طهران وموسكو اللتين ادركتا بشكل مبكر الاهداف الاستراتيجية التي تقف خلف الظاهرة الارهابية التي لم يعد خافياً انها تهدف إلى إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة على اسس جديدة وبما يؤدي إلى تهديد الأمن القومي لإيران وروسيا والدول الحليفة لهما لمخاطر حقيقية .

  وتكشف تصريحات المرشد خامنئي والرئيس بوتين بشكل واضح عن القلق البالغ بالتحديات المشتركة التي تواجه البلدين ، كما لاحظنا تقارباً كبيراً في رؤية المرشد وبوتين فيما يخص الموقف من الولايات المتحدة التي تقود الحرب ضد الارهاب الذي تحول في نظرالإيرانيين والروس إلى اداة لتحقيق غايات سياسية ، فقد حذر خامنئي من ( ان الاميركيين يحاولون ضمن مخطط طويل الامد السيطرة على سوريا ومن ثم توسيع سيطرتهم للتعويض عن الفراغ التاريخي لعدم السيطرة على غرب اسيا وهو المخطط الذي يشكل تهديداً لجميع الشعوب والدول لاسيما روسيا وإيران) ، ومن أجل قطع الطريق على السياسة الاميركية لاستغلال الحروب ، وجه المرشد رسالة سياسية ذات مغزى حين قال ( لن نجري مفاوضات مع اميركا لابشأن سوريا ولابشأن اي موضوع اخر في ماعدا القضية النووية ) وهي الرسالة التي رد عليها بوتين بقوة مماثلة وفي إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة بالقول ( اننا نعتبركم حليفاً موثوقاً به ويعول عليه في المنطقة والعالم مضيفاً على النقيض من البعض ، نحن ملتزمون بالا نطعن شركاءنا من الخلف والا نقدم على اي اجراء خلف الكواليس ضد اصدقاءنا ).

   ومن المواقف المتقاربة جداً ازاء سياسات الولايات المتحدة في المنطقة والعالم إلى القضية السورية التي اظهرت تصريحات المرشد وبوتين تطابقاً ملحوظاً في رؤية البلدين على الرغم من المحاولات الحثيثة التي تحاول وسائل الاعلام الغربية والعربية اشاعتها حول وجود تناقض وصراع خفي بين البلدين ازاء الحرب في سوريا ، فقد ردد بوتين ما قاله المرشد بشأن الازمة السورية بالقول ( كما تفضلتم فأن الاميركيين يريدون تحقيق اهدافهم التي لم تتحقق في ساحات القتال في سوريا خلف طاولة المفاوضات ونحن نرصد هذه القضية وتابع ، ان تسوية الازمة السورية تتم فقط بالطرق السياسية وقبول صوت الشعب السوري ومطلب جميع الاعراق والمجموعات السورية ولايحق لاي احد فرض رأيه على الشعب السوري وان يقرر بالنيابة عنه هيكلية الحكم ومصير الرئيس السوري ).

  ثالثا : محور الممانعة : وجهت قمة طهران رسالة سياسية مفادها ان محور الممانعة قد اصبح اكثر قوة بانضمام دولة عظمى اليه بثقل روسيا وزعامة بوتين الذي يبدو مصمماً على تحقيق هدفين استراتيجيين من تدخله العسكري في سوريا الاول ضمان سلامة الأمن القومي لروسيا ، حيث يدرك بوتين جيداً انه سيضطر في المدى المنظور إلى مقاتلة الجيل الرابع من تنظيم القاعدة الارهابي على ابواب موسكو في حال لم يندفع باتجاه منطقة الشرق الاوسط وتحديداً في سوريا التي تعد المنفذ الوحيد المتبقي لروسيا على المياه الدافئة ويهاجم تنظيم داعش الذي يعد الجيل الثالث من تنظيم القاعدة الذي قاتل الجيش السوفيتي في افغانستان برعاية اجهزة المخابرات الاميركية والباكستانية والسعودية ، وبدون ادنى شك ، فأن مشاركة المستشارين العسكريين الإيرانيين ومقاتلي حزب الله اللبناني في الحرب السورية ، قد شجع بوتين على دخول الحرب السورية بعد ان ظل على مدى اربع سنوات يكتفي بتقديم المساعدات العسكرية للجيش السوري واستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الامن الدولي ، لقد حدث مايشبه الانقلاب في الحرب السورية بعد ان تحولت طائرات ال (سي خوي) وانظمة الدفاع الجوي الروسية إلى مظلة جوية لحماية المستشارين العسكرييين الإيرانيين ومقاتلي حزب الله والجيش السوري في مسرح  العمليات العسكرية ، وهذه ظاهرة لم تحدث في تاريخ المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باستثناء الجسر الجوي الذي اقامته الولايات المتحدة في حرب اكتوبر عام 1973 في عهد الرئيس الاميركي الاسبق رتشرد نكسون مع ان الجسر الجوي الاميركي لايمكن مقارنته باي حال مع التدخل العسكري الروسي في سوريا ، وبما يعني ان الخشية من تكرار التجربة الافغانية مع روسيا  بوجود حلفاء اقوياء على الارض السورية لم يعد لها وجود الا في اذهان مهندسي تجربة الجهاد الافغاني .

  اما الهدف الاستراتيجي الثاني الذي يسعى بوتين لتحقيقه من المشاركة في الحرب السورية ، فهو استعادة الدور المحوري لروسيا في العالم وانهاء حقبة الاحادية القطبية ، فالرئيس بوتين يعرف جيدا ان اوروبا لم تعد ساحة الصراع الاولى كما كان عليه الحال اثناء مرحلة الحرب الباردة بين القطبين المتنافسين وان منطقة الشرق الاوسط التي اصبحت تحت المظلة الاميركية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، هي اليوم تمثل المنطقة الاستراتيجية الجديدة التي يفترض ان يكسب جولة الصراع فيها مع الولايات المتحدة بعد الانجازات التي حققها خلال فترة زمنية قياسية في جورجيا وشبه جزيرة القرم واوكرانيا ، كما يعرف الرئيس بوتين ايضاً والذي كان شاهداً على تنامي قوة اقليمية صاعدة – إيران- قد تمكنت على الرغم من العقوبات القاسية التي شاركت روسيا في بعضها من كسب جولة مهمة في لعبة الصراع مع الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة حول البرنامج النووي ، وبعبارة أدق ، فان إيران تمثل من الناحية الاستراتيجية نقطة الارتكاز الاساسية التي تساعد روسيا في اندفاعتها صوب الشرق الاوسط لاستعادة دورها المحوري في المنطقة والعالم ، وبما يعني ان الازمة السورية ستساهم في نقل العلاقة بين إيران وروسيا من (الشراكة) إلى (التحالف) الذي يبدو ان حياكة خيوطه تتم عملياً وبهدوء ابتداءً من سوريا ليغطي في مرحلة لاحقة منطقة الشرق الاوسط التي تشهد تراجعاً دراماتيكياً لدورالقوى الاقليمية التقليدية المتحالفة مع الولايات المتحدة مثل السعودية الغارقة في اليمن وتركيا التي خسرت علاقاتها مع غالبية دول المنطقة العربية وقطر التي تراجع دورها ولم تكن اكثر من محفظة نقود واسرائيل التي لم تعد كما كانت في السابق القوة التي لاتقهر.

  رابعا ، الرافعة الاقتصادية : على الرغم من ان البعد السياسي كان الابرز في زيارة الرئيس الروسي إلى طهران ، لكن الجانب الاقتصادي كان لافتاً ايضاً وبما ولد انطباعاً لدى الكثيرين ان زيارة بوتين نقلت العلاقات الثنائية إلى مرحلة نوعية وهو ماظهر جلياً في قضيتين اساسيتين الاولى هو قرار إيراني باعطاء الاولوية لروسيا للاستثمار في السوق الإيرانية الكبيرة في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والنقل والصحة وغيرها من المجالات وليس لفرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا التي هرع وزراء خارجيتها إلى طهران بعد اتفاق فينا بحثاً عن حصة في الكعكة الإيرانية الشهية ، والثانية ماصدر من مواقف خلال المنتدى الثالث للدول المصدرة للغاز الطبيعي أو ما اصبح يعرف باسم (أوبك –غاز) لجهة التأكيد على الثقل الذي تمثله الدول المشاركة في هذا التكتل على مستوى سياسات الطاقة إلى جانب اهمية التكامل الاقتصادي بين هذه المجموعة الاقليمية والتكتلات الاقتصادية الاخرى مثل منظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس ومجموعة الدول المطلة على بحرقزوين والاتحاد الاوراسي، وإيران التي تشارك في هذه التجمعات الاقتصادية الاقليمية بصفة مراقب يمكن ان تحصل على العضوية الكاملة بعد رفع العقوبات التي يفرضها مجلس الامن الدولي بسبب البرنامج النووي ، وقد شارك الرئيس الإيراني حسن روحاني في قمتي منظمة شانغهاي ومجموعة بريكس اللتين عقدتا في روسيا في شهر تموز.

  خلاصة: ان قمة طهران بين المرشد الاعلى والرئيس الروسي في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي ستبقى تمثل حدثاً تاريخياً ستكون له تداعياته الجيوسياسية على مستوى المنطقة والعالم ، فاجتماع طهران جاء تتويجاً لحدثين في غاية الاهمية الاول اتفاق فينا بين إيران ومجموعة دول (5+1) والذي اعتبر نجاحا مدويا لإيران، والثاني التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي فاجأ الجميع وعزز صدقية الرئيس بوتين باعتباره الرجل القوي الذي بامكانه ان يتخذ القرارات الصعبة دون علم واشنطن ولا حتى التنسيق معها.

  في مقابل هذين الحدثين الكبيرين ، ظهرت الولايات المتحدة امام الرأي العام في حالة تراجع وارتباك وفقدان القدرة على المبادرة على المسرح الدولي كما ظهر الرئيس الاميركي باراك اوباما بمظهر الرجل العاجز والمتردد في اتخاذ القرارات ، وكذلك الحال بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة الاقليميين اللذين لم يتمكنوا من تحقيق اي انتصار في جميع الازمات التي تورطوا فيها على مدى السنوات الماضية .

  ومن خلفية هذه القراءة التي تبدو متشائمة فأن المنطقة والعالم يتجه نحو المواجهة المفتوحة على مختلف المستويات وان منطقة الشرق الاوسط ستكون مرشحة لمزيد من الصراع وفي جميع المناطق الساخنة سواء بين الكبار بشكل غير مباشر او بين القوى الاقليمية التي تنوب عنهم ، وربما تكون حادثتي اسقاط الطائرة الروسية المدنية في شبه جزيرة سيناء وطائرة ال سي خوي القاذفة داخل الاراضي السورية بعد اربع وعشرين ساعة من قمة طهران من بين المؤشرات الكثيرة التي تدعو الكثيرين إلى الشعور بالقلق من امكانية تفاقم الصراع في منطقة الشرق الاوسط التي يخطط الامركيون للانسحاب التدريجي منها والاتجاه صوب جنوب شرق اسيا والمحيط الهادئ وبين الرؤية الروسية التي تقوم على اساس ان التهديد الجدي للامن القومي الروسي يأتي من منطقة الشرق الاوسط التي تحولت الدول الاساسية فيها مثل سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن والتي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي السابق إلى منابع وملاذات امنة للمنظمات الارهابية التي ماتزال تعتقد ان معركتها مع روسيا لم تنته في افغانستان وان فصولها قد بدأت بالفعل .