ليام  دينينغ

ان الانكماش منتشر في صناعة النفط العالمية

نعم، انك تشعر بالألم عندما تخسر 20 دولارا. ولكن مهلا، على الأقل انها ليست 4.4 ترليون دولار.هذا هو تقريبا حجم العائدات التي سيتخلي عنها منتجي النفط في العالم على مدى السنوات الثلاث المقبلة، استناداً إلى التوقعات الحالية للأسعار وللطلب، نسبة إلى ما كان متوقعاً قبل عام واحد فقط. مع تراجع خام برنت إلى ما دون 50 دولارا للبرميل، دخلت الصناعة وانتشرت موجة من الانكماش.
قبل عام، أشار المستقبل الى ان متوسط ​​سعر النفط الخام برنت من عام 2016 الى عام 2018 سيكون حوالي 101 دولاراً للبرميل، اما اليوم فان هذا السعر يترواح حول 60 دولاراً. كما تشير تقديرات الطلب المستقبلية الى انخفاض طفيف في سعر النفط. ان الخسائر الضمنية لإيرادات منتجي النفط ستبلغ حوالي 4.4 ترليون دولار خلال تلك السنوات الثلاث.
على سبيل المثال لا ياخذ مقياس الخام في الاعتبار الدرجات المختلفة للنفط التي تباع بأسعار مختلفة، ولكنه يشير إلى حجم الخسائر المحصلة بالنسبة إلى التوقعات التي تتم مؤخرا فقط. وقد اختفى نحو 42٪ من الإيرادات الضمنية، بمعدل حوالي 1.5 تريليون دولار سنوياً، وهذا ما يعادل أكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية. بل تمثل ايضا ما يقرب من ثلاثة أضعاف النفقات الرأسمالية المتوقعة لقطاع الاستكشاف والإنتاج العالمي، وفقاً لدراسة حديثة ل 474 شركة نفط، التي اجرتها كوين.
هذا هو الذي ادى الى ان تكون الحياة لأمثال شركات مثل شيفرون صعبة جدا الآن، حيث انها لا تزال تحاول تلبية التزاماتها تجاه المشروع الضخم والمساهمين- الذي بني عندما كانت اسعار النفط اكثر من 100 دولار- مع تدفق نقدي أقل. ينطبق الشيء نفسه على شركات التنقيب والإنتاج التي تراكمت الديون عليها في طفرة غير متوقعة. ان رغبة منتجي النفط للحفاظ على الهوامش تعني نشر البؤس بين شركات خدمات حقول النفط، التي شهدت زيادة في توقفات المعدات وتقليل الاسعار.
مما يثير الاهتمام والفضول هو ان حتى شركات خطوط الأنابيب، غالباً ما ينظر إليها على أنها معزولة عن أسعار النفط بسبب انتشار الهياكل القائمة على الرسوم المالية، التي تظهر دلائل على التوتر. وانخفض سهم خطوط الأنابيب الأميركية 20٪ هذا الأسبوع. في يوم الأربعاء، أعربت الشركة عن مخاوفها من تراكم البنية التحتية الزائدة في الوقت الذي تقل فيه أسعار الطاقة. يمكن لهذا أن يترك الأنابيب تعمل بأقل من طاقتها، مما سيثير مخاطر لدى الاطراف الاخرى، وخصوصاً عملاء التنقيب والانتاج.
ان الموضوع الموحد هو الانكماش. كما هو الحال في كثير من الأحيان مع صناعات السلع، فان الطفرة الدورية- المصحوبة هذه المرة بالانخفاض في المعدلات، غذت التوسع الهائل. هذه القدرة الإضافية والالتزامات المرتبطة بها للمساهمين، والدائنين، والموردين تعمل الآن في بيئة اصبحت فجأة أكثر تقشفا.
من خلال شد الحزام، و خنق الاستثمار، سيقدم الدعم لأسعار النفط في نهاية المطاف. وهناك دلائل على حدوث ذلك. على سبيل المثال، في الوقت الذي ربحت فيه شركات التنقيب والانتاج في الولايات المتحدة 11.45 مليار دولار في أسهم جديدة هذا العام -أعلى من أي سنة كاملة أخرى منذ عام 1995 على الأقل، وفقا لديلوجيك- الا ان الوتيرة انخفضت الى حد كبير منذ شهر حزيران.
تحاول شركة شيفرون تلبية التزاماتها تجاه المشروع الضخم والمساهمين، الذي بني خلال السنوات التي كانت فيها اسعار النفط اعلى من 100 دولار، وعندما كان التدفق النقدي اقل، على قدم المساواة، على الرغم من أن شركات التنقيب والانتاج تقوم بالكثير باستخدام القليل. قالت الموارد القارية في وقت متأخر من يوم الأربعاء إنها زادت في الانتاج على الرغم من انخفاض الصرف في ميزانيتها الاستثمارية حتى الآن في هذا العام. تعتبر زيادة الإنتاجية عمل انكماشي لأنه يؤخر الوقت، لعدم وجود رأس المال إضافي، يتم فيه اغلاق الآبار.
ان المنتجين الكبار المدعومون من الدولة في دول مثل المملكة العربية السعودية وإيران يقبلون الأسعار لانتاج النفط مقابل الحصول على تدفق نقدي. حتى الولايات المتحدة تقوم بترشيد الانتاج بشكل كبير، عبر تخفيض النفقات أو عمليات الدمج للقيام بالتخفيضات اللازمة لإعادة التوازن للسوق ودعم الاسعار الذي يجب أن يأتي من مشاريع دولية كبيرة التي تدار تقليديا من قبل الشركات الكبرى. ولكن هذا سيكون على المدى المتوسط، ولن تكون العملية سريعة. قال الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم بوب دادلي في مقابلة أجريت معه مؤخرا على موقع الشركة على الانترنت انه يتوقع انتعاش أسعار النفط لتبدو وكأنها “حرف U طويل”. في الواقع، ان الحفر البحرية أكثر عرضة للخطط الكبرى، وقد عانت من أسوأ هبوط من بين بقيه حقول النفط، بانخفاض يقدر بالثلث في هذا العام.
بدلا من ذلك، يمكن للطلب القوي ان تخفف من الضغط على هذه الصناعة، وان يستعيد بعض من تلك التريليونات المفقودة. ولكن تباطؤ النمو في الصين ينتج انكماش في الطلب أيضا. بالتأكيد، مع اسعار برنت المستقبلية الآن التي لا تتجاوز 70 دولارا حتى الوصول الى بدايات العقد القادم، فان السوق لن يرى أي انفراج الان.


ليام  دينينغ | نائب رئيس تحرير مجلة Heard on the Street مقرها في نيويورك. خبير في السلع والطاقة.

المصدر:
http://www.wsj.com/articles/oils-4-4-trillion-hole-1438875099?tesla=y